مدينة الشعيبة في محافظة البصرة

موقع مدينة الشعيبة
تقع مدينة الشعيبة على بعد 7000 كيلومتر شمال غربي قضاء الزبير وإلى غرب مركز محافظة البصرة في الجمهورية العراقية بنحو 30 كيلومترًا، تتميز هذه المدينة بارتفاع أرضها وعذوبة مائها؛ مما يعني الحصول على هواء نقي أكثر من مناطق أخرى، علمًا بأن أهل الزبير كانوا يقصدونها لحفر الآبار والحصول على الماء منها، أما البصرة فتقع على خط عرض 30.53 وخط طول 47.80 وعلى ارتفاع 6 أمتار فوق مستوى سطح البحر، بتعداد سكاني يصل إلى 260000 نسمة، والسطور القليلة القادمة تحمل معلومات أكثر عن مدينة الشعيبة.

معارك مدينة الشعيبة
تعد معركة الشعيبة من المعارك الكبرى الحاسمة في حرب العراق، وسُميت باسم هذه المدينة حيث إنها وقعت عام 1915 ميلاديًا في جنوب العراق بين القوات البريطانية والقوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى في بداية الحملة البريطانية على العراق، إدراكًا من الجنرال باريت أهميتها بهدف حماية البصرة ليقوم بتحصينها لاحقًا، علمًا بأنها كانت حينها تحتوي على قلعة قديمة وبضع دور واسعة ابتناها بعض الأغنياء لاتخاذها مصايف لهم.

كان قائد هذه المعركة من الجانب العثماني القائد سليمان عسكري بك وقد تكون جيشه من قوات نظامية وصل تعدادها إلى 6000 جندي ومن مجاهدين عشائريين تراوح عددهم بين 20000 و 50000 جندي، وتجدر الإشارة هنا إلى اضطرار القيادة البريطانية استخدام الزوارق بسبب فيضان شديد أدى إلى إحداث كسر في بعض السدود لتنغمر الأراضي الواقعة بين البصرة والشعيبة بالماء، أما الخسائر فكانت 1200 إصابة بين صفوف البريطانيين بينما العثمانيون والمجاهدون فكانت خسائرهم قد وصلت إلى حوالي 6000 إصابة.

معالم مدينة الشعيبة التاريخية
تحتوي مدينة الشعيبة على معالم تاريخية وأثرية لا زال بعضها قائمًا بينما الآخر فقد ضاع؛ بسبب بعض البنيان والمنشآت المعاصرة؛ ومن الأمثلة على ذلك إقامة مصفى البصرة على دار أنس بن مالك، أما أشهر ما يمكن الحديث عنه من معالم أخرى فيُذكر ما يأتي:

قصر الشعيبة: يقع هذا القصر إلى الشمال الغربي من مركز قضاء الزبير في البصرة بنحو 7 كيلومترات وإلى الغرب من مدينة البصرة بنحو 30 كيلومترًا، يعود تاريخ هذا القصر إلى العهد الأموي وذلك استنادًا إلى أسلوب البناء والتخطيط العام وكذلك الزخارف الجصية على الأبواب والفتحات، لكن باحثين يرون بأن زخارفه تماثل الطراز الثاني من زخارف سامراء الجصية وهذا ما يرجح رجوعها لنهاية القرن الثالث الهجري، علمًا بأن مدخل القصر يقع في الضلع الشمالي الغربي بعرض يصل إلى 3.70 متر، ويحفه برجان كل منهما على شكل ربع دائرة ليفضي هذا المدخل إلى فناء القصر مباشرة، علمًا بوجوٍد سابقٍ لسورٍ سميكٍ تدعمه أبراجٌ نصف دائريةٍ.
شط الترك أو قناة الثورة: التي يمر عليها خط سكة الحديد الذي يربط بين مدينة الشعيبة وبين البصرة، علمًا بأن هذه القناة تفصل قرية الأبلة الجديدة عن حي الشهداء أو كما عُرف سابقًا بالحي المركزي، وهي قناةٌ كان أسرى الجيش العثماني قد حفروها لنقل ترابها لإنشاء سدةٍ ترابيةٍ.
أهمية مدينة الشعيبة
احتلت مدينة الشعيبة مكانةً تاريخيةً في البصرة تحديدًا وهذا ما أشارت إليه الكثير من الشواهد المختلطة بين عصورٍ مختلفةٍ كالعصر الإسلامي والعصر الساساني والعصر الفرثي، فهناك بعض المراقد التي تعود تحديدًا للعصر الإسلامي كمرقد الزبير ومرقد طلحة، ومن ناحية أخرى فهناك بعض البيوت القديمة إلى جانب بعض القبور كقبر الحسن البصري الواقع في مقبرة الزبير، وتلخيصًا لذلك فشواهد هذه المدينة التاريخية تمتد إلى نحو 36 ميلًا مربعًا.