العالَمُ سَفينةٌ عَمياء
وسَفينَةٌ في البحرِ تَجري في دُجىً
ولها مآقٍ بالكآبَةِ تَدمَعُ
أمواجُهُ مادَتْ فمادَ شِراعُها
أكتافُها اهتَزَّتْ وفُتَّتْ أضلُعُ
عَمياءُ لا تَدري الطَّريقَ ولا تَعي
أيَّ السَّبيلِ الى السَّلامةِ أنفَعُ
قُرْصانُها في رأسِهِ صَهباؤهُ
راحتْ تُهَزهِزُهُ فراحَ يُلَعْلِعُ
لَمَّ الحُفاةَ بفكرِهِمْ وفِعالِهِمْ
باتوا العِصابَةَ أبطَشَتْ وتُصَرِّعُ
والراكبونَ قُلوبُهمْ بنياطِها
رَفَّتْ نَوابِضُها فصارتْ تُسرِعُ
يتقلَّبونَ وما لَهُمْ مِنْ مأمَنٍ
إنَّ المَسيرَ مَعَ الرُّعاعِ المُفْزِعُ
فيها أناسٌ يَعبَقونَ بطِيبِهمْ
وهُمُ بمَوجِ اليَمِّ تاهوا وضُيِّعوا
فاسألْ قراصِنَها لماذا أَجرَموا
جُنُّوا وإبليسٌ بهمْ يَتَرَتَّعُ
تَبْقى السَّفينَةُ في البِحارِ مُضَاعَةً
حتى تُقادَ مِنَ الكِرامِ فتَنفَعُ
لؤي عبدالامير