أعيذُكَ أن يمرَّ بكَ المساءُفلا ترنو لوجهتِكَ
السّماءُ
ويذبُلُ لونُ وجهِكَ حينَ تسعى
إلى جهةٍ يُجافيها
الرّجاءُ
تغازلُكَ الجراحُ وأنتَ فردٌ
يضيعُ على مراسيهِ
الفَناءُ
تحومُ على مدارِ الخوفِ حتى
يكسّرَ ضلعَ مسراكَ
الجفاءُ
ستفترشُ الرّصيفَ المُرَّ يوماً
ويجرحُ جسمَكَ الفانيْ
الهواءُ
تيبّسَتِ الأماكنُ أينَ تمضي
وكلُّ الأرضِ يكسُوها
البلاءُ
ستجلسُ بينَ عنوانٍ كئيبٍ
ولا يأتي مراثيكَ
العزاءُ
كأنّكَ صورةٌ من غيرِ لونٍ
وأشجارٌ يعانقُها
العراءُ
توسّدْتَ الأسى المنضودَ حرفاً
يُكلِّلُهُ على الطّرَبِ
النّقاءُ
لأنّكَ وارثُ الفقدِ المُدمّى
سيعلَنُ في مراسيكَ
الخفاءُ
تخطَّيتَ الدّروبَ الحُمرَ نفلاً
ونادَتكَ الضّحايا
والفضاءُ
تكسَّرَ صخرُ صبرِكَ كيفَ تغفو
وهل يُرجَى على البَلوى
الثّواءُ
أيا وطناً تعاضَدَتِ الليالي
لتقتلَهُ فأحياهُ
السّناءُ
خُلِقتَ منَ الضّياءِ فكيفَ تخبو
وكيفَ يلوكُ معناكَ
انكفاءُ
بأنيابِ الحروبِ رُميتَ حتّى
مُضِغتَ وليسَ يُفنيكَ
ابتلاءُ
أعيذُكَ أن ترى أهليكَ صَرعى
ولا يكسو أغانيكَ
الرّثاءُ.
قاسم العابدي