مسجد البصرة القديم.. واحد من أهم المعالم الدينية في المدينة

تتميز مدينة البصرة العراقية بتاريخها العريق، فقد شهدت على العديد من الحضارات، والشعوب التي سكنت أرض العراق واتخذت منها دولة لها، وقد شهدت البصرة الحكم العثماني والحكم الإسلامي، وخلال فترة الحكم الإسلامي شُيد فيها العديد من المساجد والمباني الإسلامية العريقة التي ما زالت صامدة الى يومنا هذا، ومن أهم هذه المساجد مسجد البصرة القديم الذي سيدور الحديث في مقالنا هذا عن تاريخه ومكانته في الماضي والحاضر.

تاريخ مسجد البصرة القديم
يرجع تاريخ مسجد البصرة إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيثُ أمر عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان ببناء هذا المسجد الذي يُعتبر أول مسجد بُني في الإسلام خارج مكة المكرمة والمدينة المنورة في عام 634 ميلادي، وقام عتبة بن غزوان ببناء هذا المسجد في مدخل قضاء الزبير في مدينة البصرة، ويُعرف المسجد في مدينة البصرة باسم جامع خطوة الإمام علي، وقد تعرض هذا المسجد للتدمير والبناء لأكثر من مرة فكانت المرة الأولى عندما تعرض للحريق الكبير، وأُعيد بناؤه من قبل الخليفة عمر بن عبد العزيز، وتعرض مرة أخرى للتدمير نتيجة الفيضان الكبير الذي تعرضت له مدينة البصرة في الدولة العباسية، وتم إعادة بنائه مرة أخرى.

مكانة مسجد البصرة القديم في الدولة الإسلامية
احتل مسجد البصرة القديم مكانة مهمة في التاريخ الإسلامي، كما شهد العديد من الأحداث المهمة، وكان مسجد البصرة القديم أول مدرسة فقهية في الإسلام، كما دُرس فيه علم الحديث النبوي، وعلم الأصول والفلسفة، وفي عهد الدولة العباسية احتل المسجد مكانة عظيمة في الدولة؛ فقد كان مقراً للحكومة، وكان يجري به القضاء بين المتخاصمين، ويتم فيه توزيع العطاء على المسلمين، ودرس في هذا المسجد العديد من علماء الأمة البارزين مثل: الإمام واصل بن عطاء، والإمام حسن البصري، والإمام عبد الله بن عباس، وشهد مسجد البصرة القديم العديد من الأحداث المعروفة مثل حادثة مجزرة الحجاج والتي راح ضحيتها عدد كبير من علماء البصرة، وثورة الزنج، وزيارة علي بن أبي طالب وعائشة له بعد موقعة الجمل، كما قام الإمام علي بإلقاء العديد من الخطب الدينية في هذا المسجد لذلك سُمي جامع خطوة الإمام علي، كما وشهد خطبة زياد بن أبيه المعروفة باسم البتراء.

عمارة مسجد البصرة القديم
يبلغ طول مسجد البصرة القديم ما يُقارب 770 متر، ويبلغ عرضه 550 متر، ويتسع في الوقت الحاضر لأكثر من 10000 مصلي، كما ويبلغ ارتفاع قبته 15 متر وله قبتان، ويبلغ ارتفاع مئذنته 30 متر، ويبلغ طول السور الحالي للمسجد الذي قام ببنائه الحاج جبار ابو ستار، والشيخ محمد الممطوري ما يُقارب 225 متر، وعرضه ما يُقارب 15 متر، وكان في بداياته مبني من جذوع النخيل، وعندما تعرض للحريق أُعيد بناؤه من اللبن والطين.