في ذروةِ الجرحِ غنَّى القمحُ مختتمًا
مواسمَ الوجعِ المحفوفِ بالقلقِ:

"سأنحني الآن .. فيما أنتمُ انْطلِقوا
إلى شواطئَ من إستبرقٍ أَلِقِ

ستعبرونَ إلى أعراسِكم سُفُنًا
تُهدهدُ الموجَ في نبْضاتِ منطَلِقِ

ستحفرونَ على المرآةِ فلسفةً
تُزيلُ ما ضلَّ من أفكارِ مُعتنِقِ .."

كم أفلَحَ القمحُ في تعريفكُمْ صحفًا
تُسرِّبُ الضوءَ في تنهيدةِ الورقِ

بُعدُ المسافةِ لم يمنعْ مآذنكمْ
فلم تزل تنشر التَّكبير في الأفقِ

لونُ المساءِ تماهى مع ملامحِ من
ناموا بحضنِ الغروبِ العذبِ كالغسَقِ

ناموا لكي تبزغ الأحلامُ من دمهم
والحرُّ إن نام أغرى الحُلْمَ بالحبقِ.







محمّد مرعي