المعبد الإمبراطوري في شهبا.. شاهد على عظمة الحضارة جنوب سورية



في مدينة شهبا الواقعة إلى الشمال من مدينة السويداء يقف المعبد الإمبراطوري الروماني كنموذج لفنون العمارة القديمة حيث تحكي جدرانه تاريخاً يعود لآلاف السنين.
ويوضح الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم لـ سانا سياحة ومجتمع أن المعبد الإمبراطوري الروماني يمثل مجموعة معمارية كبيرة ومنتظمة حول ساحة كبيرة ومبلطة تقع إلى الجنوب الغربي من الطريق الرومانية الرئيسة (ديكومانوس) لافتاً إلى أن الفرنسي (ملكيور دوفوغييه) أطلق في عام 1865 على هذه الآبدة المعمارية وعلى سلسلة من المباني الأثرية الدينية في المنطقة اسم (كاليبه) حيث يدل هذا المصطلح على المباني الدينية المكرسة لسكن الآلهة أو تماثيلها.
ويشير حاطوم إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف استملكت في عام 1974 المنازل التي كانت تغطي القسم الكبير من هذا المبنى الأثري الأمر الذي ساهم في إظهار البقايا الأصلية للمبنى ومخططه العام لافتاً إلى أنه جرت العديد من الحفريات الأثرية وأعمال الترميم لإبراز هذا المبنى التاريخي ليكون بحالة أكثر اكتمالاً حيث تم الكشف عن واجهة المبنى البالغ عرضها 30 متراً والمطلة على الساحة من الجهة الغربية وفيها ثلاث غرف تشكل الوسطى منها محراباً كبيراً تعلوه قبة ويتقدمها في الجهة الشرقية منصة كبيرة تشبه منصة المسرح وواجهتها الأمامية مزخرفة بمحاريب نصف دائرية وهذه المنصة تطل على منصة أخرى بنفس عرض الواجهة وتنتهي بدرج ينزل حتى الباحة الكبيرة المبلطة.
ويضيف الباحث في آثار المنطقة أن الحفريات الأثرية سمحت بإظهار عناصر معمارية مقببة ارتكزت عليها المنصة والأدراج وممر كان يقطع المبنى عبر حجرة واقعة تحت المحراب يصل إلى الحجرة الجانبية ماراً بدرج ومخترقاً أسفل قبة المحراب الأوسط.
وشهبا تضم العديد من المعالم الأثرية المهمة التي ما تزال ماثلة إلى يومنا هذا ومن بينها المسرح الروماني والحمامات الأثرية الكبرى والمدفن (الفيلبيون) الذي بني كمعبد جنائزي لأسرة الإمبراطور فيليب العربي إضافة إلى متحف شهبا الذي يحتوي العديد من لوحات الفسيفساء والمعبد الإمبراطوري الروماني.