تل بركات يختزن أثاراً تعود لآلاف السنين



يختزن تل بركات الواقع إلى الغرب من بلدة الغارية بريف السويداء الجنوبي صفحات من تاريخ المنطقة تخبر عن حكايا وحضارات وتقاليد مرت عليها وظلت بقاياها خالدة إلى زماننا الراهن.
الأطلال الباقية فوق هذا التل واللقى الأثرية التي تم العثور عليها تدل على أن الإنسان القديم قد سكنه منذ عصور موغلة في القدم وفق الباحث في تاريخ المنطقة توفيق الصفدي.
ويقول الصفدي لـ سانا سياحة ومجتمع إن التل الذي يرتفع عن سطح البحر حوالي 1068 متراً كان موطناً للإنسان القديم وتشير المكتشفات فيه إلى تعاقب الحضارات التي مرت على هذه المنطقة مبيناً أن الآثار المصنوعة من حجر الصوان وعثر عليها في الموقع تدل على أن هذه المنطقة سكنت منذ آلاف السنين.
ويوضح الباحث أن موقع التل المتميز والمرتفع جعل منه نقطة مراقبة للمواقع المجاورة لبلدة الغارية خلال الأزمنة المختلفة مشيراً إلى خزان كبير ينتصب حالياً فوق قمة التل ويربط شبكة مياه الآبار بشبكة أم الرمان حيث يستفاد من ارتفاعه كرابط لشبكة مياه الآبار الارتوازية في المنطقة.
ويلفت الصفدي إلى أن بلدة الغارية هي إحدى ثلاث غاريات في منطقة حوران والمرجح أنها أخذت اسمها من عمق غورها أو نفح غارها كما أن قربها من ماء شبيح الشهير غلب عليها فسميت غارية شبيح حيث شهدت البلدة إبان العصرين النبطي والبيزنطي تواجداً سكانياً ونهضة عمرانية وزراعية وشكلت في العصر الأيوبي محطة للقوافل العابرة نحو عمان والقدس ونظراً لأهمية موقعها أشار إليها كل من الرحالة “دوسو وبرنستون وجورج ماسكل” مبيناً أن البلدة تقع في وهدة عميقة بين هضبتين مرتفعتين هما تل بركات من الغرب وتل القلعة والجمل البري من الشرق.
وتحوي بلدة الغارية مباني أثرية قديمة متعددة توثق تاريخ المنطقة وسكنها الإنسان في فترة العصر البرونزي الوسيط والحديث ما بين عامي 2000 و1200 قبل الميلاد ومن أهم آثارها بقايا الكنيسة البيزنطية والمعبد النبطي الذي تدل عليه الكثير من الكتابات النبطية المكتشفة والعديد من الخرب الأثرية مثل شبيح وخريب ونديبة وكذلك تماثيل تحمل كتابة باللغة اليونانية ومذبح مربع الزوايا يحمل نقشاً باليونانية إضافة إلى مقبرة أثرية تقع إلى الشمال الشرقي من البلدة وتحوي تسعة مدافن وعدداً من الكنوز واللقى الأثرية التي تعود للفترتين البيزنطية والرومانية.
والجدير ذكره أن بلدة الغارية تقع في أقصى جنوب السويداء وعلى بعد نحو 45 كيلومتراً من مدينة السويداء.