قوس النصر الأثري باللاذقية.. معلم تاريخي شاهد على عراقتها



“قوس النصر” يعد أحد أهم معالم مدينة اللاذقية ورموزها والشاهد على تاريخها وعراقتها وعظمة فن العمارة وإتقان البنائين السوريين الذي جعله يصمد أكثر من ألفي عام.
وأطلقت على القوس تسميات عديدة ومنها “القوس المربع” أو “الكنيسة المعلقة” أو”التترابيل” وفق رئيس دائرة الآثار باللاذقية إبراهيم خير بك الذي بين لمراسلة سانا أن التسميات تشكل قيمة تاريخية مضافة لهذا المعلم الذي شيد في حي الصليبة العريق بالمدينة القديمة وإلى الغرب من هضبة الطابيات وإلى الشمال الشرقي منه تقع أعمدة باخوس الشهيرة.
ويتألف “قوس النصر” من أربع فتحات يقوم فوق كل منها عقد حجري متقن وله شكل مكعب ارتفاعه 16 متراً وطول ضلعه 12 متراً أقيم على أربعة دعائم حجرية متينة وتحمل المنقوشات بداخله رسوماً تزيينية ومنحوتات نافرة لإشارات النصر الرومانية “سيوف، وتروس، ورماح، ودروع، وخوذ” وغيرها من العتاد والأسلحة التي استخدمها المحاربون والفرسان الرومان وتتوسطه في الأعلى قبة نصف كروية.
ويعود بناء القوس وفق خير بك إلى عام 195 ميلادي حيث بناه القائد الروماني سيبتيموس سيفيروس تكريماً لهذه المدينة لوقوف أهلها معه في حربه على أعدائه فجعلها من بعد انتصاره مدينة مفتوحة معفاة من الضرائب.
ويقول خير بك: “تحول القوس بالقرون الوسطى إلى كنيسة كما تم استخدامه في فترة من الفترات أيضاً كمسجد” لافتاً إلى أن هذه الأحداث التي مرت على القوس متوضعة آثارها على “الفريسك” جوانب الجدران في القوس ومذكورة في مصادر تاريخية مهمة.
وأضاف: حديثاً تم هدم كل ما يشوه هذا المعلم لإظهاره بالشكل الجميل والفني المناسب والذي يعطي قيمة للقوس ولمدينة اللاذقية كما شهد أعمال ترميم من قبل دائرة آثار اللاذقية وأحيط بحديقة وهو من أهم المباني المسجلة في قائمة المباني الأثرية بالمدينة.
وبين أن المديرية العامة للآثار والمتاحف عملت على توثيق ثلاثي الأبعاد للقوس بجهاز الفارو وأجهزة البرامج الفوتوغرامتري بشكل دقيق جداً واستخدام هذا التوثيق بالترويج له عبر المنصات الإلكترونية والتواصل الاجتماعي.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن قصة بناء القوس تعود إلى خلاف نشب بين الأباطرة الرومان وقف على إثره أهالي مدينة اللاذقية مع الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس حيث حقق نصره حينها بمساعدتهم فكافأ المدينة وأهلها ببناء هذا القوس كما جر المياه إليها من عين العيدو التي تتبع لناحية كنسبا على طريق اللاذقية-حلب.
فاطمة ناصر