سردينيا.. جنة الشواطئ الذهبية والمياه الفيروزية والبيوت البيضاء
لا يوجد شيء أجمل أو أروع من تناول المعكرونة والمعجنات على الشاطئ، قبل تذوق المشروبات في مدينة رخامية إيطالية أنيقة غارقة في التاريخ القديم.
هنا في سردينيا بإيطاليا، يعمر العديد من السكان المحليين هنا حتى 100 عام، وليس من الصعب معرفة السبب، فهي قطعة من الجنة بشواطئها الذهبية، ومياهها الصافية الفيروزية وبيوتها النظيفة العتيقة البيضاء.
وأصبحت جزيرة سردينيا جنة للسياحة والإقامة، وملاذاً للسياح والزوار
بأحيائها المزدهرة، وطعامها التقليدي الشهير، وملذاتها البسيطة والأكيدة، وهي مكونات لحياة أطول وأكثر صحة وسعادة.
القدس البيضاء
بنيت بيوت العاصمة كالياري من الحجر الجيري الأبيض، ما يعني توهجها بلون اللؤلؤ في الشوارع في جميع الأوقات، وتلونها عند غروب الشمس عندما تنعكس أشعتها على الجدران.
لذلك ليس مستغرباً أن المؤلف الإنجليزي دي إتش لورانس أطلق على المدينة اسم «القدس البيضاء» بما تضمه من القصور والقباب الحالمة المتجهة إلى البحر، وكلها تحاور قلعة إل كاستيلو الصخرية.
ويفضل السياح تناول العشاء في المطاعم الرائعة المطلة على البحر الفيروزي الخلاب والشواطئ الرملية الذهبية مثل لا بيلوتو الشهير.
فهذا المكان المنحوت في الصخر المطل على الماء، هو المكان المثالي لتناول فاتح للشهية مع الأصدقاء أو لإنهاء الليل على مشروب تقليدي أو وجبة رائعة.
نكهات كالياري
ويمكن أيضاً التعرف على نكهات كالياري ومذاق طعامها التقليدي في المطاعم المنتشرة في المكان التي تشعرك وكأنك في مطبخ جدة إيطالية، تخبز بيدها في فرنها المنزلي الحجري التقليدي.
من ناحية أخرى، فإن أفضل طريقة لمشاهدة منطقة كاستيلو التاريخية بالمدينة هي التوك توك.
وعلى طول الطريق، يشرح السائقون تاريخ المنطقة التي
شُيدت في القرن الـ13، قبل أن يشقوا طريقهم إلى أسوار سانت ريمي المزينة بالرخام، ومنطقة فيلانوفا للتسوق.
تاريخ لم يمس
وبينما تسير في الشوارع، يمكن أن ترى مباني جميلة، تعرضت للقصف في الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك لم يمسها أحد منذ عام 1945، وبقيت حافلة بالسكان محتفظة بشكلها التاريخي.
ويمكن أيضاً استكشاف تاريخ المدينة المثير للإعجاب في متحف مان الأثري في كالياري.
إذ قاتلت الجزيرة باستمرار دول وحضارات مختلفة عبر التاريخ، وتظهر بقايا كل ثقافة في كل شارع تقريباً في هذه المدينة القديمة، والتي تم بناؤها على سبعة تلال.
سر عبر مقبرة نيكرو بوليس من العصر القرطاجي، وشاهد المدرج الروماني، والبازيليك البيزنطية والتحصينات التي شُيدت خلال الحكم الإسباني.
وبعيداً عن صخب وسط المدينة، قم يزيارة المصانع التقليدية لألذ أنواع الجبن واللحوم في الجزيرة والعصائر من الفواكه المزروعة على التلال أمامك مباشرةً.
ولاستكشاف مركز الطعام، اذهب إلى سان بينيديتو، وهي واحدة من أكبر أسواق الطعام الداخلية في أوروبا، وتجذب الجماهير من على بعد 30 ميلاً.
هنا تلتقي بالعشرات من الأكشاك النابضة بالحياة التي تبيع الأسماك الطازجة التي يتم صيدها في نفس الصباح، إلى جانب أكوام من المحار والقريدس وسمك التونة ذات الزعانف الزرقاء المميزة لكالياري - حيث يصرخ الباعة لتأمين صفقاتهم اليومية.
وتستمر الأجواء الصاخبة في الطابق الأول المليء بأكشاك بيع اللحوم والجبن، بالإضافة إلى الحلويات والفواكه والخضراوات الطازجة.
وبعيداً عن الطعام والشراب، تزدهر الحياة البرية في هذه المنطقة المذهلة من سردينيا، لا سيما في بركة مولينتارجيوس -المكان الوحيد الذي يعشش فيه طيور النحام الوردي-.