أجمل المناطق السياحية في سوريا
أجمل المناطق السياحية في سوريا
إذا كنت سوري أو غير سوري وتريد استكشاف أفضل المناطق والأماكن السياحية في سوريا، فتوجد مجموعة متنوعة من المواقع التي ينبغي زيارتها، جدير بالذكر أن اندلاع الحرب السورية منذ أزيد من 2011 سنة أدى الى دمار الكثير من المعالم السياحية، وجزء منها تعرض للخراب، لكن لازالت إمكانية لرؤيتها.
تتواجد الجمهورية العربية السورية في شمال غرب قارة آسيا، وعاصمة سوريا هي دمشق، وتمتاز بالمناخ المتوسطي والبيئة الجغرافية المتنوعة، في حين تنتشر الصحاري والبوادي في الجزء الشرقي للبلاد، وتنتشر في غرب البلاد سلاسل جبلية خضراء محاذية للساحل السوري؛ الى جانب السهول والهضاب الواقعة بين البادية والساحل.
يجري عدد من الأنهار في سوريا أهمها نهري الفرات ودجلة، اللذان يتجهان إلى العراق، إذ قامت على ضفتيهما أعظم وأغنى الحضارات الإنسانيّة التي ساهمت في تسمية سوريا بلقب “مهد الحضارة”.
إذا كنت من محبي الطبيعة الخلابة، والمواقع التراثية، والمدن الصاخبة التي تمزج بين الماضي والحاضر، فإن سوريا هي وجهتك الأنسب، يجب التذكير بأن سوريا تتمتع بمجموعة كبيرة من المعالم والمناطق السياحية الرائعة التي تستحق منكم الزيارة، ونحن في هذا المقال سنضع قائمة لأهم المناطق السياحية في سوريا على سبيل الذكر وليس على سبيل الحصر:
إليكم عدداً من الأماكن التي كان يجب عليكم الذهاب اليها عند زيارة سوريا:
1. مدينة دمشق:
إضافة الى مدينة (حلب)، فإن (دمشق) تعتبر إحدى أقدم مدن العالم التي تم استيطانها منذ 4 آلاف سنة ونصف بدون انقطاع، ونظراً للكم الكبير للمباني التراثية والتاريخية، ونظرا لتاريخها العريق والغني، منذ ما قبل التاريخ وإلى غاية العصور الإسلامية، وقد تم اختيار قلب مدينة دمشق القديمة ضمن قائمة التراث العالمي خلال سنة 1979.
اشتهرت (دمشق) دائما بنهر (بردى) وجبل (قاسيون) و(الغوطات) التي كانت تشبه الواحات الخضراء، والمياه التي كانت وجهة الاستجمام لدى الدمشقيين على مر الزمان.
عرفت دمشق عبر التاريخ عمليات غزو من كل حدب وصوب، حيث غزاها المصريون، الفرس، الإغريق، اليونانيون، الرومان، الفرنجة، العرب، المغول.
تم ذكرها في المصادر المسمارية التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد، واشتهرت بشكل خاص في الألف الأول ما قبل الميلاد، إذ صارت مركز مملكة آرامية.
بعد ذلك خضعت دمشق للحكم الروماني لنحو 700 عام، وفي الفترة المسيحية تم بناء كاتدرائية (يوحنا المعمدان) على يد القيصر (تيودوس) ، بعد ذلك تم بناء المسجد الأموي مكانها.
وصل المسلمون لدمشق في عام 636، حيث اختارها الأمويون لتكون عاصمة دولتهم.
من أهم معالم المدينة نجد المسجد الأموي، حيث ترك الزمان في المنطقة المحيطة بالمسجد الأموي أثر جلي وواضح يرمز لأهمية هذا المكان
الجامع الأموي
من الأماكن التي لا يجب الاستغناء عن زيارتها كذلك هي (قلعة دمشق) العربية، التي تم بنائها في القرن 13 واستمر استخدامها كمقر إقامة الحاكم من العهد الأيوبي الى غاية العهد العثماني، إضافة إلى عدد كبير من المدارس الأثرية أهمها (المدرسة العزيزية) التي تحتوي على رفاة (صلاح الدين الأيوبي).
فضلا عن ذلك، تتضمن (دمشق) قصر مميز سُمي باسم (قصر العظم) كناية على مؤسسه حاكم دمشق في القرن 18 (أسعد باشا العظم) ، ويعد من أجمل نماذج العمارة الدمشقية الفريدة من نوعها ، ففي وسطها يوجد هناك نافورة، يحيط بها غرف، وقد أصبح متحف التقاليد الشعبية.
قصر العظم
كما هو الحال في (حلب)؛ تتميز (دمشق) بسوقها المشهور “سوق (الحميدية)” الذي يمتد من (قلعة دمشق) إلى غاية الجامع الأموي، والذي تم تشييده في عام 1781، يصنف من بين أطول الأسواق المسقوفة، وبجانبيه تتموضع المحلات التي تبيع البضائع التقليدية الدمشقية.
سوق الحميدية
ولا تكتمل الزيارة السياحية الى (دمشق) على أحسن وجه إلا عند مشاهدتها من قمة جبل(قاسيون)، وعند تذوق بوظة (بكداش) المشهورة، والاستمتاع بالشاي الدمشقي خاصة لو تم احتسائه في قهوة النوفرة أو في واحدة من مقاهي حي (باب توما) المشهور.
2. تدمر:
تدمر
إذا كان البعض يستمتع بقضاء الوقت على شواطئ البحار أو في قمم الجبال، فإن البعض يستمتعون بقضاء الوقت في الصحاري، خاصة لو كانت تلك الصحاري تحتوي على أحد أعرق المواقع الأثرية مثل (تدمر).
تتواجد (تدمر) على بعد 270 كليومتر شمال شرق دمشق، وتزخر بموقع جغرافي استراتيجي نتيجة تشكل واحة على الطريق الرابط بين نهر الفرات وبين سواحل البحر المتوسط
الاستيطان في هذه المنطقة برجع لآلاف السنين قبل الميلاد، بداية من العصور الحجرية، كما جاء ذكرها باسم (تدمر) باعتبارها مركز تجاري في نصوص مسمارية.
في العصور الرومانية خلال القرون الأولى للميلاد بلغت تدمر أوج ازدهارها، وكونت علاقات وطيدة مع روما، كم أن العديد من الأوابد الحالية ترجع للقرون الأولى للميلاد، في ذلك الوقت أشهر ملكاتها (زنوبيا) تحدت أقوى إمبراطوريات التاريخ، وقررت الانفصال عن روما، بل بسطت سيطرتها على المناطق المحيطة.
تحتوي المدينة على عدد كبير من المعالم الأثرية أهمها شارع (الأعمدة) الذي يقدر طوله بحوالي 1.2 كيلومتر ويتوجه قوس النصر، ومثل أي مدينة رومانيّة أخرى؛ فإن (تدمر) تضم مسرح يعود للقرن 3 الميلادي، والعديد من المعابد أهمها معبد (بل) الذي يرجع للقرن الأول الميلادي؛ الى جانب مقابرها الملكية.
تعد (تدمر) من أشهر المدن التاريخية التي حافظت على أصالتها بالرغم من مرور الزمان، ونتيجة لذلك ولما تزخر به (تدمر) من شهرة عالمية، فقد تم اختيارها لتكون ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
دون أن ننسى متعة السير بين الأوابد، حيث يمكن للزائر ركوب الجمال والسير والتجول بين أشجار نخيلها، وكذا السهر في إحدى خيام أو فنادق تدمر.
من المدن الشبيهة لـ(تدمر) كذلك نجد مدينة (أفاميا) الواقعة على بعد 60 كيلومتر شمال غرب (حماة)، وتتميز بشارعها الطويل الذي يحيط به الأعمدة الرومانية ، الذي يقارب طوله نحو 600 متر.
3. كسب ومشقيتا:
يجب زيارة بلد كسب الواقعة في أقصى غرب سوريا من أجل الاستمتاع بجمال الجبل وروعة البحر في منظر خلاب.
تقع البلدة ضمن جبال الساحل السوري بارتفاع 800 متر عن سطح البحر المطلة عليه، كما تتميز بخضرة دائمة تسبغ المنطقة طوال العام، مع ينابيع متدفقة تنساب من وسط الجبال.
بلدة كسب
(مشقيتا) لا تقل سحراً وجمالا عن كسب ولا تبعد عنها كثيراً، حيث تتميز هي الأخرى ببحيراتها الطبيعية، والأشجار الخضرة، والهواء النقي، وتوتعد عتبر من أشهر وأبرز مصائف سوريا.
مشقيتا
4. قلعة الحصن:
قلعة الحصن
هو مكان ساحر، سيجعل نفسك أمام كتاب تاريخ يتلخص بين جدران حصن تاريخي أثري يوجد ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لا تقتصر روعة الحصن على على حسن الهندسة المعمارية فحسب، والحالة الجيدة التي يستم بها بالرغم من عوادي الزمان، بل كذلك لإطلالته الساحرة على الطبيعة.
تم بناء الحصن حتى وصل لشكله الحالي من خلال العديد من المراحل التي استغرقت عشرات السنين، بداية من النصف الثاني للقرن 11 بعد الميلاد؛ إذ تم اختيار موقع الحصن من قبل أحد أمراء (حمص) لما يزخر به من خصائص استراتيجية.
بعد وصول الفرنجة لهذا المكان، استولوا على الحصن الصغير، وفي القرنين 13 تم توسيع الحصن حتى سقط في حوزة السلطان (الظاهر بيبرس) في عام 1271.
يتميز الحصن بتحصيناته القوية التي تضم سورين، سور خارجي وداخلي، تم تعزيزهما بالكثير من الأبراج الدفاعية، كما يحتوي بداخله على خندق مائي، وباحة تضم العديد من الأعمدة، ووجود القاعات، وسكن للحاكم.
5. مدينة حلب:
تعد (حلب) العاصمة الاقتصادية لسوريا، إذ تواجد فيها الى غاية 2010 عدد كبير من المعامل النسيجية والصناعية المتنوعة، وتم تتويجها في عام 2006 بعاصمة الثقافة الإسلامية، غير أن أهم ما تمتاز (حلب) هو مدينتها القديمة التي تتسم بطابع قديم، بما تضمه من أزقة ضيقة، والبيوت العربية، وعدد ضخم من المساجد والكنائس الأثرية، والمستشفيات العريقة التي ترجع الى فترات تاريخية مختلفة.
مدخل القلعة
علاوة على ذلك، يقع في مدينة حلب العديد من الحمّامات التراثية المخصصة للاستحمام فيها على الطريقة الحلبية التقليدية، باستعمال صابون الغار، وأكياس التفريك كما يسمى عند أهالي حلب؛ ومن أهم الحمامات نجد حمّام (يلبغا) التراثي، كما توجد الكثير من الـبيمارستانات (المشافي) وأهمها (البيمارستان الأرغوني) الذي يرجع إلى العهد المملوكي.
قلعة حلب مع المدينة القديمة
تتضمن المدينة كذلك مجموعة من الخانات التي مازالت تستعمل للأغراض التجارية الى حدود يومنا هذا، مثل خان الوزير وخان الشونة، وأفضل ما يمكنك زيارته في (حلب) هو قلعتها المتواجدة على تلّة أثرية، أما إذا في حالة الرغبة بشراء الهدايا التراثية يجب عليك التوجه لسوق المدينة التراثي، الذي يصنف أطول سوق مسقوف عالميا، حيث يمكن الاستمتاع بشراء صناديق الخشب أو شراء صابون غار حلب والبهارات.
تجدر الإشارة الى أن أن اليونيسكو ضمت (حلب) القديمة، والقلعة ضمن قائمة التراث العالمي.
6. جزيرة أرواد:
على بُعد 4 كيلومتر إلى جنوب غرب مدينة (طرطوس) تقع جزيرة (أرواد).
هاته الجزيرة منذ الألف الثاني قبل الميلاد عرفت باسم (آرودو)، حيث لعبت أهمية كبيرة على الطريق بين مصر ومنطقة (آشور)، وفي اللاحق كانت مرفأ فينيقي مهم على الساحل السوري، أما في العصور الإغريقية فقد تم تسميتها ب (آرادو).
الوصول إلى الجزيرة متوفر من خلال ركوب القوارب الخشبية التي تكون انطلاقتها من مدينة (طرطوس) نحو الجزيرة، إذ تستغرق الرحلة ما يقارب ربع ساعة.
توجد الكثير من الأماكن التي تستحق الزيارة منكم في هاته الجزيرة الصغيرة، الى جانب متعة السير في أزقتها والذهاب الى محلاتها التقليديَة، يمكنكم تذوق الطعام البحري، أو يمكنكم تناول الفول المسلوق مع الكمون.
من أهم معالم المدينة نجد الميناء البحري المحيط بالجزيرة من الجانب الشرقي، إضافة إلى الحصن الذي يرجع للقرنين 13 بعد الميلاد، ويتضمن حالياً متحف ، كما تحتوي الجزيرة على حصن عربي آخر متاخم للميناء البحري، ولعل الغرض من إحداثه يتمثل في حماية الميناء، تظهر أيضا بقايا السور الموغل في القدم في الجانب الغربي من الجزيرة.
7. بصرى الشام:
قلعة بصرى الشام مع المسرح
على بعد 140 كم جنوب دمشق تقع بقايا المدينة التي تتصف حجارتها بالسواد، ونتيجة لغزارة أوابدها وتاريخها الغني وضعتها منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي في سنة 1980.
لعبت (بصرى الشام) أهمية كبيرة في أغلب الفترات التاريخية، غير أن أهم ما بقي منها يرجع للفترة الرومانية، إذ تم بناء مسرحها المشهور الذي يعد من أفضل المسارح الرومانية عالميا، طاقته الاستيعابية تتسع لأزيد من 15 ألف متفرج.
الآثار الرومانية في المدينة لا تقتصر على المسرح فحسب، بل تشمل ععدا من الأعمدة والأقواس، وتحتوي المدينة على آثار إسلامية أهمها مسجد (مبرك الناقة) الذي يُعتقد بوصول النبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه في إحدى رحلاته التجارية للشام، إذ حطت ناقته رحالها هناك.
من أهم ما يميز هاته المدينة الأثرية هو حجارتها السوداء البازلتية المستحضرة من جبال جنوب سوريا، كما تمتزج المدينة الحديثة مع أطلال المدينة القديمة في منظر يتداخل فيه الحاضر بالماضي.
8. بلدة صلنفة:
لو كنت من محبي الطبيعة ودرجات الحرارة المعتدلة خلال فصل الصيف، يتعين عليك زيارة (صلنفة) خلال شهور الصيف شديدة الحرارة
تقع بلدة (صلنفة) على بعد 50 كم إلى الشرق من اللاذقية، وترتفع بنحو ألف و 130 متر عن سطح البحر، وقد كانت من أهم المقاصد السياحيَة سواء للسوريين أو للعرب نتيجة وقوعها على قمم جبال الساحل السوري، إذ يمكنكم الاستمتاع بمناظر طبيعي خضراء خلابة وساحرة.
تتميز البلدة بدرجات حرارة معتدلة في فصل الصيف الحارة مقارنةً ببلدات ومدن الداخل السوري.