ذكرياتمع نوري السعيد
يقول شاکر الراوي:ـ
ذهبتذات مساء بصورة اضطرارية الى بيت نوري السعيد مصطحبا معي بيانا طلب مني مديرالدعاية العام عرضه على الباشا قبل اذاعته.ـ
ادخلني الشرطي المكلف بحراسة الباب الى صالةالمنزل وانتظرت دقائق لياتي الباشا بملابسه المنزلية وبعد ان صافحنيواوصى لي بقدح شاي بدأ بقراءة البيان وماهي الا دقائق حتى جاء من يبلغه بان معالياحمد مختار بابان قد جاء لزيارته فطلب منهم ادخاله على الفور وكنت اعرف الرجل
لانتظرالشاي ثم قال لبابان تفضل اذا كان لديك اي موضوع اطرحه فشاكر ليس غريبا.ـ
قالبابان : والله ياباشا انا خجل منك هناك شاب كوردي من معارفنا حاصل على بعثة حكوميةلأنه متفوق والمفروض ان يسافر ولكنه اعتقل في تظاهرة منذ اسابيع والايام تمضيوسيسقط حقه بالبعثة وامه المسكينة كانت تنتظر ان يعود بشهادة عالية
وهي تبكي عندنا في البيت. نادى الباشا علىالشرطي وطلب منه ان يطلب له مدير الامن على التلفون وهكذا كان فطلب من مدير الامن فأعطاهاسم الشاب الذي سلمه له بابان وطلب ارساله الى منزل السعيد على الفور يقول شاكر :نهضت مستأذنا فطلب مني السعيد ان ابقى جالسا في مكاني وبعد حوالي النصف ساعة ادخلشاب بملابس رثة ويبدو انه يعرف احمد مختار بابان فقد سارعللسلام عليه باللغة الكردية بينما بادر بابان لتأنيبه فطلب منه السعيد الذي كانيفهم الحديث كما قدرت حينها ان يترك الشاب وخاطبه السعيد قائلا : اصعد على سطح هذهالمنضدة وكان هناك منضدة متوسطة الحجم تردد الشاب قليلا فنهره السعيد قائلا: اذالم تصعد سأعيدك الى الامن. وبعد ان اضطر الشاب للصعود وقف مترقبا ما سيحصل ووقفنانحن مذهولين فقال له السعيد: يللا هوس نفس الهوسة اللي جنت تهوسها من لزمتكالشرطة. توقف الشاب مذهولا فصرخ فيه السعيد (هوس) لو ارجعك للامن!!ـ
فبدا الشاب المسکین مضطرا نكس راسه وبدأيردد ( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها ) وكان السعيد يضحك ثم طلب من الشابان ينزل فاقترب منه وامسك بأذنه وقال له: ولك ابني روح كمل دراستك وخذ الشهادةوبعدين تعال اشتمني انا وصالح جبر، افتهمت؟؟
وكتب ورقة صغيرة سلمها للشرطى يأمر فيها بإطلاقسراح الشاب واتمام معاملة بعثته فورا!! وخرج بابان وخرجت معه وانا احمل بذاكرتيحادثة لاتنسى!!ـ