معلومات هامة حول مدينة اور العراقية
من المدن التي اشتهرت على مر العصور هي مدينة اور، حيث تتمتع هذه المدينة بالعديد من المميزات مثل المعابد والآثار بالإضافة إلى حضارتها العريقة التي ظلت قائمة لفترة طويلة، والمدينة تتمتع بموقع جغرافي جيد جعلها تزدهر تجاريًا وعلميًا وحتى ثقافتها التي توسعت نتيجة التقدم التجاري والاقتصادي، تعرف على أهم المعلومات من خلال موقع مُحيط.
نبذة عن مدينة اور العراقية
تعتبر أور من المناطق الأثرية وهي تابعة لإحدى المدن السومرية في العراق، وقد كانت أور أشهر المدن السومرية حتى أنها سنة 2100 ق.م كانت هي عاصمة الدولة السومرية مما يدل على أهمية هذه المدينة وتقدمها.
تذكر بعض المصادر أن مدينة أور هي موطن ولادة أبو البشر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وذلك سنة 2000 ق.م، ومن المباني الشهيرة في هذه البلدة هو مبني يعرف باسم “الزقورة” والتي عرف عنها أنها معبد إنانا التي اعتبرها السومريين قديما إلهة القمر.
وكان في هذا المبنى حوالي ستة عشر مقبرة مشيدة بالطوب اللبن، وهي ليست مقابر عادية بل أنها خاصة بالملوك وقد وجد في كل منها بئر وبعض المتعلقات التي تخص الملوك.
ومن خلال هذه المقابر تم اكتشاف الطريقة التي يتم التعامل بها مع الملوك بعد موتهم، حيث عُرف أنه عند وفاة الملك يتم دفنه في المقبرة الخاصة به ثم تُقتل جواريه باستخدام السم ويتم دفنهم بجانبه وهم يرتدين الحلى والملابس الخاصة بهن.
شكل مدينة اور العراقية
كانت مدينة اور قديمًا لها شكل مميز يختلف عن كثير من المدن الأخرى، فقد كانت المدينة تأخذ الشكل البيضاوي، وكانت قبورها مليئة بالنقوش وبها العديد من الآثار مختلفة الأشكال والأحجام.
كانت أور واحدة من المراكز التجارية المهمة؛ ويرجع ذلك إلى موقعها المميز حيث كانت مركز محوري لدجلة والفرات وصولا إلى الخليج العربي، أما عن سكان أور فقد كشفت لنا الحفريات القديمة أنهم كانوا مرفهين بشكل كبير.
فقد كانت أور لديها الكثير من الثروات لذا فقد تمتع سكانها بمستوى معيشي فاخر لم يظهر في أي بلد آخر من البلاد التى تقع بين النهرين، مثلهم مثل المناطق الحضارية الكبرى في هذه المنطقة.
كانت أور في بدايتها مجرد قرية صغيرة، ويغلب الظن أن قائدها كان كاهنًا من ملوك العائلة الأولى الذي عُرف في قائمة الملك السومري، وذُكر أيضًا في النقوش التي وجدت على بعض آثار مقابر مدينة أور.
كيف اكتُشفت مدينة أور؟
عندما يتعلق الحديث بإحدى المناطق الأثرية فإن من الاسئلة التي تطرأ في الذهن هو كيف اكتُشفت هذه المنطقة؟ وكيف ظهرت في بداية اكتشافها؟ وما الأشياء التي عُثر عليها في هذا الاكتشاف؟ سنتطرق لهذه الاسئلة فيما يتعلق بمدينة أور في النقاط التالية:
- كانت بداية الاكتشاف عن طريق حفريات تم إجرائها في المدينة عقب الحرب العالمية الأولى وكانت تحت إشراف المتحف البريطاني وبالتحديد قاعة الموارد البشرية.
- دخلت جامعة بنسلفانيا بشراكة مع المتحف البريطاني في تلك البعثة لاكتشاف المنطقة.
- كان من ضمن أعمال البعثة هو عمل تنقيب في المنطقة وكان ذلك بإشراف من ليونارد وولي من سنة 1922 م إلى 1934 م .
- أثناء أعمال التنقيب اكتُشفت بعض المقابر الملكية ومجموعة كبيرة من المقابر عُرفت فيما بعد بقبر الموت العظيم.
- كان حجم المدينة كبير جدًا وبها ثروات عظيمة قد اكتسبتها من خلال تجارتها مع كثير من الدول حتى أنها وصلت إلى الهند، وأيضًا بفضل الموقع الجغرافي المميز الذي يتصل بالخليج العربي.
- فيما يتعلق بالسكان فيعتقد أن هناك مجموعات من الأشخاص غير معروفي الهوية قد استوطنوا أور قبل أن يصل إليها السومريون والساميون، وهناك مكتشفين آخرين رأوا أن أور كان يسكنها السومريون أثناء حكم الأسرة الثالثة.
أين تقع مدينة اور العراقية
أور هي المدن الموجودة في العراق وبالتحديد في منطقة الجنوب، وتعتبر من المناطق الأثرية لما وجد فيها من آثار ونقوش قديمة جعلت لها مكانة تاريخية عظيمة.
المدينة واقعة عند مصب الفرات بالخليج العربي، وربما من يعرف هذه المدينة الآن يلاحظ أنها ليست قرب النهر كما ذكر في المصادر القديمة بل أصبحت بعيدة عنه.
والسبب في ذلك أن مجرى النهر قد حدثت فيه عدة تغيرات بمرور الزمن حتى تغير مجراه مما كان عليه منذ آلاف السنين.
توجد أور بالقرب من مدينة الناصرية الواقعة بجنوب العراق وتبعد عنها فقط بضع كيلو مترات، وتقع شمال البصرة على بعد مائة متر.
معلومات حول تاريخ مدينة اور
تعد أور واحدة من أعرق الحضارات المكتشفة على مستوى العالم، وتذكر المصادر أن المدينة ولد فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام لذا فهي تعتبر منطقة رمزية لأصحاب جميع الديانات السماوية.
سكن أور مجموعات كثيرة من السكان بداية من الحقبة المبكرة بالعهد الأخميني إلا أن هؤلاء السكان لم يستقروا لفترات طويلة بل كانوا يفضلون الهجرة منها؛ والسبب في ذلك أن مناخ هذه المدينة كان متقلبًا كما أن التربة كان تُنهك من كثرة استخدامها.
لذا كانوا يزحفون إلى منطقة أخرى أكثر ملائمة مثل مناطق جنوب وشمال العراق، ولم يكن ذلك السلوك جديدًا على السكان القدامى فهم معتادين الترحال من بلد لبلد بحثا مصدر غذاء وشراب لهم ولابنائهم.
وبعد ذلك بدأت أهمية المنطقة تقل خاصة بعدما أخذت سواحل الخليج العربي تنحسر مبتعدة عنها ناحية الجنوب، وفي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد كانت البلد قد أصبحت أطلالاً فقط.
أهم حكام مدينة أور
كانت أور مزدهرة حضاريًا لفترات طويلة خاصة عندما تولت أسرة أور الثالثة مقاليد الحكم منذ عام 2003 حتى 2111 ق.م، وكان ملوك هذه الأسرة 5 ملوك تولوا الحكم تباعًا.
كان أول هؤلاء الملوك هو الملك “أور نمو” وكان من أهم أعماله أنه قام بتوحيد كل المدن السومرية ومدن أخرى أكادية حتى سمي بملك سومر وأكاد.
كما عمل على الارتقاء بمدينة أور فقام ببناء “زقوة” لآلهتهم إنانا وقام بإعادة بناء بعض المعابد التي هدمت بالبلاد السومرية.
جاء بعده ولده “شولجي” الذي حكم الدولة السومرية إلى ما يقرب من ٤٨ عام اهتم فيهم بالعمران وقام بتوسيع بعض المباني مثل الزقورة الموجودة في أور، وغيرها من الأعمال.
ثم جاء بعده حكم أخوه “شوسين” الذي حكم من 2036 إلى 2028 ق.م الذي امتلأ حكمه بالاضطرابات السياسية خصوصا مع قبائل الأموريين، وقد اتبع هذا الملك طرق أجداده فيما يخص بناء المعابد والعمل على ترميمها في جميع أنحاء دولته.
بعد ذلك أتى دور آخر ملوك هذه الأسرة وهو “إبسين” بن شوسين الذي كان خامس الملوك من هذه الأسرة وآخرهم، وحكم بداية من 2027 حتى 2003 ق.م
وكان لديه كثير من الأعباء والضغوط سواء المتعلقة بالجيش أو الأعباء السياسية، وزادت هذه الضغوط مما أدى إلى تفكك الدولة السومرية حتى سقطت فيما بعد.
تلك هي أهم المعلومات التي تخص مدينة اور، بداية من موقعها وشكلها وطريقة اكتشافها وبعض المعلومات التاريخية عن المدينة على مر العصور.
والخلاصة أن المدينة قد نالت من التطور ما لم تناله مدينة أخرى من المدن المجاورة لها خاصة في عهد أسرة أور الثالثة ثم بدأت الأوضاع تتغير بمرور الزمن.