بحر النجف “معجزة بيئية” تنبض بالحياة


بحيرة جفّت منذ أكثر من قرن في مدينة النجف، تحولت اليوم إلى “بحر” وفير المياه، حياته نابضة بمختلف أنواع الطيور والأسماك والنباتات.
صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، وصفت في تقرير لها صادر أخيرا، “بحر النجف” الواقع في قلب الصحراء بـ “المعجزة البيئية الحديثة والنادرة الوقوع في عالم كثرت فيه الكوارث الطبيعية وانقرضت أصناف نباتية وحيوانية بسبب تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري”.
وينبسط “بحر النجف” عند سفح المدينة، نهاية بستان ضخم من أشجار النخيل المثمرة، على امتداد 336 كيلومترا مربعا، أي أكثر من نصف مساحة “بحيرة جنيف” الواقعة على الحدود السويسرية الفرنسية – بحسب التقرير.
ممر للوافدين سابقا
يشير التقرير إلى أن الوافدين كانوا يصلون إلى مدينة النجف في السابق عن طريق بحرها، مستدركا “لكن هذا البحر جفّ عام 1887 بقرار من السلطان العثماني آنذاك، الذي أمر بوقف القنوات التي تمده بالمياه”.
وقبل بضع سنوات فقط، كان “بحر النجف” مستنقعات شاسعة في منطقة منخفضة، وبدأت منذ عام 2012 موجة جفاف تدريجية للمياه، لكنها انتهت العامين الماضيين، وعادت المياه إلى البحر مجددا وبوفرة.
وتُجرى أبحاث لشرح أسباب عودة المياه إلى البحر. إذ يرى بعض الفرضيات أن السبب يكمن في الأمطار التي رفعت خلال السنوات الأخيرة مناسيب المياه في نهر الفرات الذي يمر على بعد كيلومترات قليلة فقط من النجف، فضلا عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
ثروة حيوانية ونباتية
بدت تأثيرات عودة “بحر النجف” على الثروة الحيوانية والنباتية واضحة. فقد سُجّل ظهور 168 نوعا من الطيور المحلية أو المهاجرة في المنطقة منذ عام 2017، فيما أُحصي نحو 30 نوعًا من النباتات المتكيفة مع المناخ الصحراوي ومع الوسط المائي. وسمحت وفرة الأسماك بعودة نشاط الصيد الذي اختفى من مدة في البحيرة، كما ازدهرت أنشطة استخراج الملح في المكان.
وترى الصحيفة الفرنسية أنه إذا استمر هذا الانتعاش في ظل ظروف جوية جيدة، فربما يتحول “بحر النجف” يوما ما إلى واحدة من الوجهات السياحية البارزة في العراق، شريطة أن يستمر منسوب المياه في الارتفاع.