دَعني بما عندي أُقِرُّ وأَجهَرُ


واسمَح فثَمّةَ في النُّفوسِ تَحَسُّرُ

يا مَنْ لِطَلّتِكَ السّنِيّةِ أرتجي
يا مَنْ برؤيتِكَ البَهِيّةِ أُبهَرُ

إنّي لَيُعجِزُني المَقالُ وإنْ بَدا
سهلًا، فمثلُكَ أنتَ لا يَتَكرَّرُ

أَسْعى فَأُخْفِقُ ثُمَّ أُوْقِنُ أَنَّني
لَنْ أُحسِنَ التَّعبيرَ حينَ أُعَبِّرُ

وأحاولُ الإتيانَ فيكَ قصيدةً
وأَخِيبُ حينَ أظُنُّ أنّي أَقدِرُ

ومِنَ الصَّبابَةِ ما يَشِفُّ عَنِ الأَسى
بِفِناءِ مَحضَرِكَ الذي لا يُهْجَرُ

قِصَصاً أَثَرتَ وأْنْتَ أجمَلُ قِصَّةٍ
أَفْضى بِها المَأْثورُ والمُتَأَثِّرُ

فَذَهَبْتَ بالزَّمَنِ الذي هُوَ مُجْدِبٌ
وأَتَيْتَ بالزَّمَنِ الذي هُوَ مُثْمِرُ

يا أيّها الشّرَفُ الأعَزُّ منَ الذُّرى
يا أيّها النّسَبُ الأجَلُّ الأطهَرُ

قد طالَ ذكرُكَ لا يُحَدِّدُهُ المَدى
حتى كأنّكَ كلَّ حينٍ تُذكَرُ

فلئن مضى بي الشِّعرُ وَحدَكَ وُجهَتي
وهواكَ مَنفايَ الجميلُ وأكثَرُ

أو ضاقَ صبرُ الانتظارِ فإنّني
مهما انتظَرتُ لأجلِ حبّكَ أصبُرُ

ولَها قيادَتِكَ الحكيمةِ أنتَمي
وبها قيادَتِكَ الحَكيمةِ أفْخَرُ

وبها عباءتِكَ الشّريفةِ أحتمي
وبها بصيرتِكَ السّديدةِ أُبصِرُ

حَكَمَت بِخُنْصُرِها العَدُوَّ فأحكَمَت
أمرَ العدوِّ لِما يُريدُ الخُنْصُرُ

فإذا نطَقتَ تألّبوا وتألّموا
وإذا سَكَتَّ تخَبّطوا وتحَيّروا

يا سيّدَ السّاحاتِ يا أسَدَ الوغى
والجَحفَلُ اللّجِبُ المَهيبُ العَسكرُ

يا سيّدَ الكلماتِ والحَبرُ اللُّغى
والمِصقَعُ! الفَذُّ! الخَطيبُ! المِنبَرُ!

والرّمزُ! والجِهةُ الدّليلُ! المُنتَهى
والمركزُ! القُطبُ! الرّئيسُ! المِحوَرُ!

إمّا أمَرتَ نُطِعْكَ دونَ تَرَدُّدٍ
فلأنتَ أجدَرُ من يُطاعُ ويأمُرُ

وإذا أشَرتَ إلى الجهادِ فها هُنا
عبّاسُ عبّاسٌ وحيدَرُ حيدَرُ

أبشِر أ نَ ص رَ اللهِ نَصرُكَ يزدَهي
واهنأْ ف حِز بُ اللّهِ حزبُكَ يُنصَرُ

وأدِر رَحى الحَربِ الضّروسِ وأحيِها
نارًا تَشُبُّ على اليهودِ وتَثأرُ

فبنو قريظةَ يُدركونَ ضِرامَها
وبنو النّضيرِ بها وخيبَرُ أخبَرُ

الفَتحُ مشتاقٌ وغزَّةُ تُستَبى
والقُدسُ أنتَ وَعَدتَها تَتَحَرَّرُ








أحمد غالب سرحان