مدينة تجري استفتاء على حظر الهواتف الذكية في الأماكن العامة.. فما نتيجته؟
أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية رغم أن العديد من الدراسات السابقة أكدت أن استخدام الهواتف الذكية مرتبط بالسمنة وآلام الرقبة وضعف الأداء والسلوك الشبيه بالإدمان، وبات البعض ممن يستخدمون الهواتف بشكل مفرط معرضين لمشكلات صحية واجتماعية خطيرة.
ومؤخراً تصدرت مدينة سين بورت، الواقعة جنوب العاصمة الفرنسية باريس، عناوين الأخبار بسبب موقفها غير التقليدي ضد الاستخدام المنتشر للهواتف الذكية في الأماكن العامة.
وبأغلبية 54%، أعرب سكان المدينة عن دعمهم لاستفتاء محلي يسعى إلى الحد من استخدام الهواتف الذكية في المناطق العامة، بما في ذلك الأرصفة والمقاهي والمحلات التجارية، على الرغم من أنه لا يصل إلى حد الحظر القانوني القابل للتنفيذ بسبب اللوائح الوطنية.
وقد أوضح العمدة فنسنت بول بيتي رؤية المدينة، مؤكدا على أن المبادرة ليست حظرا تاما على الهواتف المحمولة ولكنها دعوة إلى الاعتدال في استخدامها في الأماكن العامة. والهدف من ذلك هو تشجيع التواصل الاجتماعي وجهاً لوجه وضمان بقاء الأماكن العامة مراكز للحياة الاجتماعية، خالية من الإلهاء المستمر للهواتف الذكية.
وتخطط المدينة لتشجيع الشركات المحلية على عرض لافتات تحث العملاء على تقليل استخدام هواتفهم.
وقوبل الاقتراح بردود فعل متباينة ففي حين يرحب بعض السكان بالمبادرة كخطوة نحو تنشيط التفاعل العام، فإن آخرين، وخاصة الفئة السكانية الأصغر سنا، عبروا عن شكوكهم حول جدواها وتأثيرها على عاداتهم الاجتماعية.
ويقول السكان الشباب، الذين يعتبرون الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، إن المدينة بحاجة إلى توفير أنشطة ترفيهية بديلة إذا كانت ترغب في تقليل الاعتماد على الهواتف الذكية، مسلطين الضوء على أهمية الهواتف الذكية في حياتهم، بدءًا من التواصل الاجتماعي وحتى الوصول إلى المعلومات، ما يؤكد التحدي المتمثل في فرض مثل هذا التقييد في العصر الرقمي الحالي.
تفتح مبادرة مدينة سين بورت حوارًا أوسع حول دور التكنولوجيا في الأماكن العامة وتأثيرها على التفاعلات الاجتماعية. وفي حين أنه من الواضح أن الهواتف الذكية قد غيرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم، فإن استفتاء سين بورت يعد بمثابة تذكير بقيمة التواصل وجهاً لوجه والحاجة إلى التوازن في حياتنا الرقمية.