لماذا زار أردوغان مسجد وضريح الإمام الشافعي في القاهرة؟ وكيف علقت السفارة الأمريكية على الحدث؟

زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسجد وضريح الإمام الشافعي بالقاهرة، على هامش زيارته لمصر التاريخية لمصر، الأربعاء الماضي، وعلق المتحدث باسم السفارة الأمريكية على الزيارة بأن "سفارة الولايات المتحدة، ساعدت بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار في مصر في إنشاء مركز الزوار الجديد للموقع.
ووفق موقع "القاهرة 24" يعود سبب زيارة أردوغان لمسجد وضريح الإمام الشافعي في القاهرة تحديداً، إلى الدور الذي لعبته أنقرة في ترميم مسجد الإمام الشافعي في مشروع ضخم عام 2012، فحينها قرر الأزهر الشريف وتركيا إنشاء مركز فكري للاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي لمواجهة التشدد والإسلاموفوبيا.
وقررت تركيا تنفيذ مشروع ترميم الجامع الأزهر ومسجد الإمام الشافعي وفرشهما بالسجاد وبناء عمارة للطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر الشريف وإعادة تحسين سبيل ومدرسة السلطان محمود، وجاء ذلك خلال آخر زيارة للرئيس التركي لمصر في 2012، وفقًا لما ذكره السفير التركي في مصر في ذلك الوقت.
وأظهر هذا المشروع الضخم، الذي نفذته تركيا في عام 2012، مدى اهتمام تركيا بالثقافة الإسلامية العريقة في مصر، والحرص على التعاون مع القاهرة في الحفاظ عليها وتجديدها، وهو ما تكلل بزيارة الرئيس التركي أردوغان لمسجد وضريح الإمام الشافعي على هامش زيارته لمصر.
وأبدى الرئيس "أردوغان" سعادته بزيارة معالم القاهرة التاريخية والإسلامية، مؤكدا اعتزازه البالغ بحضارة الشعب المصري العريقة.
تعليق أمريكي
وعلق المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة بيتر ونتر، على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمسجد وضريح الإمام الشافعي بالقاهرة التاريخية وفق موقع اليوم السابع.

وقال في بيان اليوم إن "سفارة الولايات المتحدة، ساعدت بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، في إنشاء مركز الزوار الجديد للموقع في أكتوبر 2023، إلى جانب التجديدات طويلة المدى منذ عام 2017".

وأضاف: "صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي، من بين مشاريع أخرى للحكومة الأمريكية ساعدت في دعم الجهود الكبرى للحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء مصر، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء المصريين لحماية هذه المواقع المذهلة، ودفع السياحة للاقتصاد، وإتاحة الوصول إليها للأجيال القادمة".

ويوفر مركز زوار الإمام الشافعي مساحة حيث يمكن للمجتمع والطلاب والسياح اكتشاف الهندسة المعمارية الفريدة للضريح مع التعرف أيضًا على المساهمات الفقهية المحورية التي قدمها الإمام الشافعي.
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المُطَّلِبِيّ القُرَشِيّ (150 هـ - 204 هـ / 767م - 820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».
وُلد الشافعيُّ بغزة عام 150 هـ، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتىً دون عشرين سنة. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ. وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هـ.