بعد سنوات من غيابه الإعلامي ظهرَ ابو مشكم رئيس الجمهورية مرّةً أخرى ومن جديد ليسعد جمهوره العربي وبالأخص محبّيه ، ففي خضمّ الحرب لابد من سبب وراء ظهوره فهوَ لا يظهرُ عبثاً ..
جميع القنوات تبثّ خطابه ، فهذا ابو مشكم رجل الزمان والمكان بدأ المذيع بمقدّمة البرنامج ثمّ حيّا ابو مشكم ردّ الأخير التحيّة الى أن بدأت المقابلة بسؤال المذيع
هل ستتحرك الدول العربية لصدّ العدوان الصهيوني فخامة الرئيس؟
لا لن تستطيع لأنّها مبتورة الأرجل إلّا إذا ارادت الزحف وهذي ليست من طباع العربي أن يزحف فيلطّخ ثيابه لذا أقول لك وأقطع بذلك لن تتحرّك إلّا إذا كانت ملدوغة من قَبل
المذيع : ماذا سيفعل فخامة الرئيس اذا استمرّ هذا العدوان؟
ابو مشكم : اذا استمر؟(ثمّ ضاحكاً) منذ سبعون عاماً والعدوان مستمر لم يتوقّف والقصف والقتل أصبحَ نهجاً لهؤلاء المجرمين وأنتم تعرفون وكل شعوب المنطقة تعرف موقفي المشرف تجاه قضيّتنا العربيّة والإسلامية فقد أنكرتُ القتل والتهجير منذ أيّام النكبة ورفضتهُ رفضاً صامتاً ممّا يسمّى «الرفض الأيقونيّ الطويل» في حين كان العرب ينظرون لا رأي لهم ولا قرار.!
المذيع : ولكن فخامة الرئيس إنّ دولتك الأقوى وإنّكَ تملك من العتادِ والعُدّة ما لا يملكه أي بلد عربي فلماذا لا تطلق طلقة علّ العرب يساندونك فيهبّوا لنجدة اخوتهم؟
ابو مشكَم(بحدّة) : ماذا تقول أنت؟ طلقة واحدة منّي تدخلهم الحرب؟ نحنُ لا ننظر للأمر من هذهِ الزاوية ، لكي تفهم السياسة لابد لك أن تنظر لها من زاوية النجاسة والعكس أصح «السياسة تأتي بالنجاسة والنجاسة مدخل الرئاسة ثمّ مستطرداً أوّلاً أمام كل هذي الصواريخ والطائرات والدبّابات والقتل العام والتفجيرات ولم تثور طلقة من بنادقهم فهل تظن أنّ طلقة من بندقيّتي الّتي لم تلامس اصابعي ذات يومٍ زنادها تجعلهم يشاركوني النيران؟!
ثانياً أقول لك : لو فرضنا والعياذ بالله أن أطلق رصاصةً واحدة على هؤلاء الصهاينة فهل تظن أنّ العرب سيقفون مكتوفي الأيادي كلّا بل سيهبّون للنجدة والإغاثة
المذيع متسائلاً : نجدتك واغاثتك طبعاً؟
ابومشكم متحسّراّ : بل نجدة بني صهيون!
المذيع متعجبّاً : عجيب هل بلغ بهم الذل هذه الدرجة فخامة الرئيس؟
ابو مشكم : نعم وكل هذا من أجل الإطاحة بي فقد تعاونوا مع بني صهيون وتآمروا عليّ لكي يخلعوني من حكمي بواسطة إحداث ثورات ولكنّهم لم ينالوا شيئاً بل عكس ذلك فقد شاهدوني كيف قضيتُ على الثورات ومحوتُ رجالها من الوجود
المذيع في حيرة شديدة : ولكن جلالة الرئيس الثورات جاءت بسبب الإنهيار الإقتصادي والضعف المادّي والمطاردة الدائمة للمواطن وتهجيره دون سببٍ أو ذنب
ابو مشكم : كل هذي الألاعيب ليخدعوا بها الناس ويضلّلونهم ، أنظر الى نفسك أنت مواطن تعيش بسلام ورخاء من المستحيل أن أهجّرك
المذيع : ولكننّي منفي وأعيش في بلاد الغرب وقد جئت للجمهوريّة لمقابلتك فقط.!
ابتلعَ ابو مشكم ريقاً ثمّ عدّل جلسته وهوَ يقول :
لابُد أنّكَ اقترفت ذنباً وإلّا فأينَ أذهب من ربّي إذا نفيتك دون سبب هل كتبتَ مقالة او شعراً هل خرجت في ثورة (سلميّة) هل فكّرت او قادك تفكيرك الى التشكيك بقدرات النظام هل دعوت علينا في صلاتك؟
المذيع في حالة هلع شديدة : نعم أعني لا لم أفعل شيئاً ماعدا أن كتبتُ مقالةً تعرّضتُ فيها الى الكساد الإقتصادي
حينها أطلقَ ابو مشكم ضحكةً شديدة زلزلتِ المكان وهبّ قائلاً
الحمدلله لقد قلتُ لكم بأنّ الحقّ معي دائماً ودعني أقول لك شيئاً فإنّ بحسب المادّة ٥٦ في قانون المجازات فإنّ الكتابة الناقدة الموجّهة للنظام ولو سطراً واحداً أثناء الحرب او الثورة تواجَه بالعقاب بالموت وتمثّلَ قائلاً «اتتْكَ بحائنٍ رِجلاهُ» و أومأ الى رجاله فأخرجوا أسلحتهم وفتحوا النيران على المذيع ممّا أفقدوهُ حياته ثمّ وجّهوا أسلحتهم نحو الجمهور وابو مشكم يصيح في الناس «من يظنُّ أنّي مخطئاً يستطيع أن يغادر المكان بحريّة» ولكن لم يغادر أحد بل قوبلت كلماته بالتصفيق القسري ..