*كيف يتم تحويل العباءة من أفضل عنوان للستر الى الاستعراض وحصد النظر والمشاهدات؟!* فتعريف الستر والحجاب وأكبر غاياته *هو عدم جذب الانتباه،* وأن لا يكون ظهور *ما يبدو من المرأة بداعي إيقاع المقابل بالنظر المحرّم.*

لذلك هناك تناقض عجيب بين ارتداء العباءة والاستعراض بها بوضعيات مختلفة في الانستغرام والتيك توك وجميع مواقع التواصل الاجتماعي، وإدخالها ضمن سباق جلسات التصوير، أو ارتداء النقاب الذي غرضه أساساً هو ستر الوجه والوصول به الى أعلى مراحل الستر، *وإذا عن طريقه يتم إبراز النصف الأعلى من الوجه بعيون مُكحلة وحواجب مرسومة، وتصويرها عن قرب وبنظرات معينة ليتم عرضها على الملأ! كيف اقتنعت صاحبة هذا النقاب بهذا التناقض، أن أستر ثم أنشر بتزويقات ملفتة!*

والأمر لم يقتصر على بعض الحسابات الشخصية، بل وصل للحسابات العامة التي تستغل هذا الاستعراض لتكون منشوراتها عبارة عن:(شوفوا جمال العباية عليها، شوفوا جمال الستر) كي تحصل هذه الصفحة على إعجابات وتعليقات رخيصة، *وفي الحقيقة أن هذا المديح ليس للعباءة، بل أعجبهم شكل الفتاة فقط، أو تمايلها وحركاتها أو مكياجها وفلاترها التي لا تناسب عباءتها أبداً.*

أستغرب الى أين وصل حال فتياتنا اللاتي نعول عليهن كثيراً وصرن يعرضن بأنفسهن بهذه الوضعيات غير الملائمة من أجل مشاهدات ولايكات وبعض تعليقات الرجال!
*نعم هذا هو السبب للنشر لا غير، وكل سبب آخر تبديه فهي تضحك على نفسها ليس إلا، ولا تريد أن تحتكم الى عقلها، قد جرفتها العاطفة.*

والغرابة أيضاً من بعض الرجال الذين ستصاب أصابعهم بالشلل من كثرة الإعجابات والتعليقات على صور النساء، *وأكاد أجزم أن معظمهم لن يرتضي أن تكون حريمه بهذا الشكل لكنه لا يتورع عن التغزل "الديني" بالنساء الأخريات، غير حافظٍ لماء وجهه واحترام نفسه.*

الأمور المقدسة هي أكثر شيء يجب أن لا يُستغل بأي شكل من الأشكال حتى لو اعتقد أحد أنه يحسن صنعاً، ولا مجال لتحويلها الى تريند، لأنها مرتبطة بدين ومبدأ ولا تخصه وحده.

_ زهراء حسام