أَسَلُ الفؤادَ وليْتَني لا أسْأَلُ
ومِنَ الضميرِ قرارةٌ وتمَلْمُلُ
ولقد أُرَى والصَبرُ قَنصةُ راحتي
فى ثوبِ ذي رشَدٍ ولا أتَجَمَّلُ
أُبدِي التعَلُّلَ والحشا متلهِّبٌ
مِن حُبِّها فلَكيفَ لي مُتَعَلَّلُ؟
لا زِلتُ لا أدري بما اختلجَ الحشا
أَ صَبابةٌ عُلِّقْتُ أمُ مُتَخيَّلُ
أمْ عهدُ مَنْ يهوى كَعهْدي والشجا
كالنَّصلِ فى جَنبَيَّ لا يتنَصَّلُ
أَلِفَتْ عُيوني من عُيونكِ نظرَةً
خزرٌ على اسْتِحياءَ فَهىَ تَسَلَّلُ
حتَّى إذا استَنَّ الزمانُ بحُكمِهِ
أَيْقَنْتُ أنَّ هواكِ فِيَّ مُغَلْغَلُ
يا بنتَ أطيبِ مَحْتِدٍ وأجلِّهِ
قَوْمٍ بِهم شرَفُ العُلا مُتأَثِّلُ
قومٍ -أيا ابنَتَهم- لِمِثلِكِ إنَّهُم
بينَ الوَرَى حَقٌّ بِأنْ يتَبَجَّلوا
لوْ تَعلَمِينَ تَوَلُّهي لَرَقَقْتِ لِي
أو تُشْهِدِينَ الليلَ كيفَ أُقَتَّلُ!
أَوْرَدْتِني عينَ الغَوايةِ والصِبا
حتَّى ضَلَلُت ولستُ مِمَّن يَضْللُ
عجَباً لِنفسي كيف رُوِّضَ جَمْحُها
طَوعاً، وبَأْسي كيف أمسى يذلل
وأنا الذى قد أقصرت عن قصده
همم الأشاوس واقتفته البُزّلُ
وأنا الحُلاحلُ حسبُ فخري أنَّ لي
نسبٌ بقوم أعزِّ أرضٍ مُوصَلُ
القومِ متَّخذِي البطولة حِرفةً
إنَّ العظائم فى فِناهم مُثَّلُ
القومِ أصلُ العِزِّ من أصلابهم
والجودُ عن داراتِهم لا يُنقَلُ
الشامخِين فما يُجارِي فى الدُنا
أركانَهم إلا السِماكُ الأعزَلُ
الثابتاتِ أصولهم، وفروعهم
طول السماءِ وفضلُهم لا يُفضَلُ
يلقون فى سلِّ السيوفِ تطرُّباً
ومن ارتواءِ رماحِهم ما يُثمِلُ
صهيب أسامة