رئيس الترددات الراديوية إريك مونتيسينوس بجوار خريطة مصادم الهادرونات الكبير الفعلي خلال رحلة صحفية عن دراسة جدوى المصادم الدائري المستقبلي (الفرنسية)
تقدم باحثون يعملون في أكبر مسرع للجسيمات في العالم بمقترح بناء مصادم فائق الحجم أكبر من الحالي بهدف اكتشاف جسيمات جديدة قادرة على إحداث ثورة في الفيزياء الذرية وتعزيز فهم الفيزيائيين للكون.
ويحمل المصادم الجديد اسم "المصادم الدائري المستقبلي"، وهو أكبر بثلاث مرات من مصادم الهادرونات الكبير الحالي، إلا أنّ كلفة بنائه التي تصل إلى 21 مليار دولار أميركي؛ أثارت العديد من الانتقادات، ومنهم من وصف هذه الخطوة بأنها "متهورة".
لقد كان الإنجاز الأكبر لمصادم الهادرونات الكبير هو اكتشاف بوزون هيغز في عام 2012، ولكن مساعي العلماء في فهم المادة المظلمة والطاقة المظلمة عن طريق مصادم الهادرونات الكبير أثبتت فشلها. وعليه فإنّ المصادم الدائري المستقبلي سيهدف إلى معالجة هذه الإشكالية من خلال توفير أدوات أقوى وأقدر.
بوزون هيغز -وهو جسيم أولي يُظن أنه المسؤول عن اكتساب المادة لكتلتها- اكتُشف في عام 2012 (شترستوك)
ويتضمن مقترح المصادم الدائري المستقبلي بناء المصادم على مرحلتين؛ الأولى وتتضمن تشغيل المصادم بعد نحو 20 عاما، وسوف يعمل على اصطدام الإلكترونات لدراسة جسيمات هيغز بمزيد من التفصيل. أما الثانية والتي ستبدأ في سبعينيات القرن الحالي للبحث عن جسيمات جديدة باستخدام مغانط أكثر تقدما وبروتونات أثقل.
وسيبلغ محيط المصادم نحو 91 كيلومترا، كما أنه سيوجد على عمق ضعف المسافة الحالية التي يوجد فيها مصادم الهادرونات الكبير لمنع وصول الإشعاعات القوية إلى السطح.
وتبرز الحاجة إلى بناء مصادم أكبر لعدم قدرة المصادم الحالي على العثور على أيّ جسيمات تشكّل 95% من الكون، وهي الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، وسيكون اكتشاف هذه الجسيمات الجديدة قفزة ثورية في عالم الفيزياء.
ويشير النقّاد إلى أنّه لا توجد ضمانات لنجاح المهمة، ويرى البعض الآخر أنّ المبلغ الضخم المخصص للمشروع قادر على معالجة مشاكل عالمية أكثر إلحاحا وضرورة مثل التغير المناخي.
وتسعى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" للحصول على موافقة الدول الأعضاء السبعين والتي ستتحمل أعباء التكلفة لبناء المصادم الدائري المستقبلي.