لماذا ترى حيوانات الرنة ليلاً وتتغير أشكال عينيها كل فصل ؟



تستطيع حيوانات الرنة الرؤية ليلاً، كما أنها قادرة على تغيير لون عينيها مع تغير فصول السنة.
وكشفت دراسة جديدة عن أن غزلان "الرنة" تستعمل شكلاً خاصاً من أشكال الرؤية الليلية للكشف عن مصادر الغذاء.
وتعاون باحثون من جامعة سانت أندروز مع كلية دارتموث، نيو هامبشير، الولايات المتحدة، من أجل إجراء دراسة لمعرفة سبب تغير لون عيون غزلان الرنة بحسب فصول السنة وفق اندبندنت عربية.
ويتغير لون السطح العاكس من عيون غزلان الرنة من البرتقالي الذهبي في الصيف إلى الأزرق في أشهر الشتاء، لتكون الحيوان الوحيد القادر على القيام بذلك.

كما وجدت الدراسة التي تحمل عنوان "الرنة والبحث عن الإثارة الأسكتلندية" أنه في حين أن تغيير لون العين في الفصائل قد يساعدها في الرؤية بشكل أفضل في ذروة الشتاء عندما يكون تساقط الثلوج كثيف، إلا أنه يسمح أيضاً لأعينها بنقل الأشعة فوق البنفسجية.
وأشار الباحثون أن هذه الظاهرة تطرح مزيداً من التساؤلات لأن أشعة الشمس فوق البنفسجية المنعكسة من الثلج تؤدي إلى امتصاص فصائل الرنة ضعف كمية الأشعة فوق البنفسجية بسبب حساسيتها البصرية، كما أن هذا هو السبب في أن الغزلان قادرة على الرؤية بوضوح في الظلام والبحث عن المواد الغذائية مثل الأطعمة المعروفة "بالأشنات".
وأجري البحث بقيادة البروفيسور ناثانيال دوميني وتشارلز هانسن، أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية دارتموث، والدكتورة كاثرين هوبيتر والبروفيسور جولي هاريس من كلية علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة سانت أندروز.
وقال البروفيسور دوميني "غزلان الرنة رائعة جداً، لكن كثيراً من الناس يفكرون بها فقط في عيد الميلاد. واليوم هو الوقت المناسب لتثقيف الناس بنظامهم البصري الاستثنائي".
من المعروف أن الرنة تتغذى على نوع معين من الأشنة تسمى "Cladonia rangiferina"، وغالباً ما يشار إليها بالعامية باسم "طحالب الرنة".
وفي الواقع فإن أنواع الأشنة ليست طحلبية، فهي تنمو في خطوط العرض الشمالية حيث تعيش غزلان الرنة، وإنها أمر حيوي لبقائها على قيد الحياة خلال فصل الشتاء.
فيما أشارت الدكتورة هوبيتر إلى أنه "في وقت سابق اقترح أن الرؤية الليلية لغزلان الرنة قد تكون تكيفاً للبحث عن طعامها "الأشنة"، لكن لم تدل الاختبارات السابقة بأدلة جوهرية".
ومع ذلك، قالت إن هناك أكثر من 13 ألف نوع من الأشنة في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، ولم يختبر أحد الأنواع التي تتغذى عليها غزلان الرنة. وأضافت أن "أحد الأمور المدهشة في اسكتلندا هي أنه لدينا بعض من أغنى تنوع الأشنة في العالم - تستضيف المرتفعات أكثر من 1500 نوع مختلف، وحديقة "كيرنجورمس" Cairngorms هي موطن لقطيع محلي من غزلان الرنة، أعيد إدخالها إلى اسكتلندا بعد أن اصطيدت حتى الانقراض. لذا، فإن اسكتلندا هي المكان المثالي لمحاولة حل اللغز أخيراً".
وبدأ الفريق البحث في أوائل مارس من هذا العام في حديقة كيرنجورمس بحثاً عن الأشنة. إذ قام بتصوير أشنة مختلفة تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية، ووجدوا أنواعاً مختلفة تمتص الضوء أو تعكسه بشكل مختلف، وأن "طحالب الرنة" تمتص الضوء بقوة.
وقالت الدكتورة هوبيتر "بالنسبة إلى أعيننا، تماماً كما الحال بالنسبة لمعظم الثدييات، من الصعب للغاية تمييز الأشنة الشاحبة في الثلج الأبيض!". مضيفة "ولكن بالنسبة إلى أعين غزلان الرنة، فإن الأنواع التي يحتاجون إلى التغذي عليها ستبرز كبقع داكنة في المناظر الطبيعية الثلجية الأكثر انعكاساً".
وأشار البروفيسور دوميني "إذا استطعت أن تضع نفسك في حوافرها بالنظر إلى هذا المشهد الأبيض، فأنت تريد طريقاً مباشراً إلى طعامك. لا تريد غزلان الرنة إهدار الطاقة في التجول بحثاً عن الطعام في بيئة باردة وقاحلة". مضيفاً "إذا تمكنت من رؤية الأشنات من مسافة بعيدة، فهذا الأمر يمنحها ميزة كبيرة، مما يسمح لها بالحفاظ على السعرات الحرارية الثمينة في وقت يندر فيه الطعام".