هو أديب لبنانى من أئمة المفكرين فى عصرى النهضة و الحديث، كتب باللغتين العربية و الإنجليزية و أنتشرت شهرته فى العالم العربى كله. وقد ناقد جرئ و أحد دعاة تحرير الفكر من الضغط الدينى و السياسى، فقد دعا إلى التجديد و الأنعتاق من التقاليد و الأوهام و من التعصب الدينى. وفضلاً عن ذلك كان الريحانى مؤرخاً صادقاً، وكاتباً أجتماعياً دقيق الوصف و التحليل، وخطيباً ساحراً، وداعياً للوحدة العربية، وقد أهتم بصورة خاصة بأدب الرحلات.
ولد أمين الريحانى فى قرية الفريكة، من أعمال جبل لبنان، فى 24 تشرين الثانى ( نوفمبر ) عام 1876، وفيها تلقى مبادئ القراءة و الكتابة. سافر فتى، فى عامه الثانى عشر، إلى أميركا مع عمه حيث تعلم أصول فن التمثيل، وعاد إلى لبنان ليدرس الإنجليزية فى مدرسة قرنة شهوان ( جبل لبنان ) و يتعلم العربية. ثم رجع إلى أميركا حيث أشتغل فى التجارة و الأدب، كما درس بعض قواعد فن التمثيل، و المحاماة ، و أصول الرسم.
أفنى الريحانى عمره فى السفر، وكثر تردده بين لبنان و أميركا، وزار بلداناً أوروبية كفرنسا و إنجلترا و أسبانيا، من أجل تحضير مادة لرواياته وكتبه. وقد عاد إلى نيويورك قبل الحرب العالمية الأولى فأستقر فيها عشر سنوات أجتمع خلالها بعدد من المستشرقين الذين صوروا له الحياة رحلة فى الأرض دائمة للتعرف و الأستطلاع.
أنتهت الحرب وقد أنكشفت عن قضية عربية جديدة ذات حدود و أهداف أستقلالية تحررية. فعقد الريحانى العزم على العودة إلى بلاده، و أنتقل معنى السفر فى ذهنه و نفسه من مجرد رغبة فى العمل لجمع كلمة العرب و تصفية قلوب الملوك و الأمراء.
غادر أميركا سنة 1922 فعرج على مصر، ثم زار الحجاز و اليمن و نجداً و عسير و الكويت و البحرين و لحج العراق، و النواحى التسع المحمية. و أتصل بملوك العرب و حادثهم فى شؤون السياسة و الإصلاح. ثم أنتهى به المطاف إلى لبنان، بيد أنه لم يمكث به غير سنتين، وعاود الرحلة إلى أمريكا و إنجلترا. وظل هكذا حتى سنة 1927 عندما عزم على الأستقرار فى لبنان، ولكنه مع هذا زار أميركا سنة 1936 محاضراً، و توفى فى بيروت فى أيلول سنة 1940 على أثر سقطة على دراجة.
مؤلفاته- موجز تاريخ الثورة الفرنسية، نيويورك، مطبعة الهدى، 1902.
- المكارى و الكاهن ( قصة )، نيويورك، مطبعة الهدى، 1903.
- الريحانيات، 4 أجزاء ( مجموعة مقالات وخطب و قصائد )، صادر، بيروت 1910.
- التطرف و الإصلاح، بيروت، مطبعة الكشاف، 1928.
- أنتم الشعراء، بيروت، مطبعة الكشاف، 1934.
- زنبقة الغور ( رواية )، نيويورك، شركة الفنون، 1915.
- خارج الحريم أو جهان، بيروت، صادر و ريحانى، 1943.
- ملوك العرب، أو رحلة فى البلاد العربية.
- جزآن - بيروت، المطبعة العلمية، 1924.
- تاريخ نجد الحديث و ملحقاته، بيروت، صادر، 1927.
- النكبات، خلاصة تاريخ سوريا، بيروت، المطبعة العلمية، 1938.
- فيصل الأول، بيروت، مطبعة صادر، 1933.
- وفاء الزمن، بيروت، مطبعة البلاغ، 1935.
- سجل التوبة ( أقاصيص )، مصر، دار المعارف، 1951.
- قلب العراق، بيروت، مطبعة، مطبعة صادر، 1935.
- قلب لبنان، بيروت، مطابع صادر و ريحانى، 1947.
شغل الريحانى أقلام الأدباء، من دارسين و نقاد، فصدرت عنه كتب و مقالات حاول اصحابها أعطاه المنزلة الأدبية السامية بين مفكرى أدباء النهضة الكبار. ويضيق المجال امام ذكر الكتب التى وضعت حوله، وما تزال.