الموتُ أقرب للنفسِ فما لنا
نلعبُ فيها ونحنُ عنها في غِنى
ونحنُ في الدنيا عابرينَ فمالَنا
كاننا نملك فيها الكواكب والُدنا
يرى ابنُ القومي الياسمين يخاله
كفناً لكثرةِ ما ارتأى الكفَنا
هذا زمان الشرّ والخيرُ ولّى
يوم كان لنا صوتٌ ومسكَنا
كأننا بالرقيقِ نباعُ ونشترى
أعبيدُ أمسٍ أصبحَت أسيادُنا؟
حين تركنا الثعالب حرّةً في مكرها
وطفقنا نطارد الآساد آسادنا
وبين صولاتِ المماتِ نروحُ ونغتدي
عزّلٌ لم تغادر غمدها أسيافنا
وبنادقٍ نشتريها إمّا لزينةٍ
أو لأخٍ في الدينِ حينَ يخالفنا
صار البغاثُ بأرضنا مستنسراً
وتقمَّصَمتِ الكِلاب ثوبَ ليوثنا
نحنُ رفاق الموت فهل نخافهُ
ويعلم الله أنّ المنايا تخافنا
فلا البنادق كانت تخوّفنا
ولا الفوهات بالصدر تعانق ارواحنا
ولا صرير السيوف نخافهُ
نحنُ السيوفُ ونحنُ العوالى والقنا
كنّا ذات يوم وذي كانت طباعنا
قبل الضياعِ ضياعُ بلادنا
جسداً تصارعُ الروحَ انفاسهُ
تعجّله للموت ياعبدُ هيّا بنا
كأنّ الأرضَ لوحٌ ونحنُ فصوصهُ
متى ماشاء عبدالخمرِ القى بنا
بهاويةٍ من الغليلِ يصحَبهُ
هلعُ الرحيلِ حيثُ مماتنا
نطقَ الشهيدُ قبلَ مماتهِ ؛
الحرُّ بالسيف أو بحدّ ِ الألسُنا
العيلامي