مركبة الفضاء اليابانية تستخدم التصوير بالأشعة تحت الحمراء لتحليل الصخور على سطح القمر (جاكسا)
نجحت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" في إعادة الاتصال بمركبتها الفضائية، مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر "سلِم"، بعد انقطاع الاتصال بها. وترجع المشكلة إلى الخلايا الشمسية للمركبة الفضائية، والتي لم تتمكن من توليد الطاقة لدى هبوطها في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، إذ وُجّهت الألواح بعيدا عن الشمس.
وتُمثل مركبة سلِم إنجازا هاما لليابان باعتبارها الدولة الخامسة التي تحقق هبوطا سلسا على القمر بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق والصين والهند. وعملت المركبة الفضائية في البداية على طاقة البطاريات المرفقة لعدة ساعات قبل أن يتوقف تشغيلها لتسهيل عملية توليد الكهرباء مجددا مع تغير زاوية سقوط أشعة الشمس على الألواح.
وشاركت وكالة الفضاء اليابانية صورة التقطتها مركبة سلِم لصخرة قريبة بعد هبوطها بنجاح على حافة فوهة شيوليي لتصف الهبوط بأنّه "هبوط دقيق غير مسبوق".
ويعد الهدف الأساسي للرحلة تحليل تركيبة الصخور على القمر للحصول على معلومات إضافية عن أصل القمر وتركيبته. ولم تمنح وكالة الفضاء اليابانية أي تفاصيل فيما يتعلق بإطار زمني معيّن لمركبة سلِم على القمر.
مركبة سلِم تمثل إنجازا هاما لليابان باعتبارها الدولة الخامسة التي تحقق هبوطا سلسا على القمر (جاكسا)
كما أنّ تقنية الهبوط السلسة المتقدمة التي احتوت عليها مركبة الفضاء، لها آثار على رحلات الاستكشاف مستقبلا، خاصة عند أقطاب القمر الجبلية، والتي تعتبر مصادر محتملة للوقود والماء والأكسجين.
ويأتي نجاح المهمة بعد محاولات فاشلة سابقة عملت عليها اليابان، بما في ذلك فشل مركبة الهبوط على سطح القمر من قبل شركة "آي سباس" الناشئة.
وتعد مسألة الهبوط على القمر تحديا تاريخيا، إذ لم تتكلل بالنجاح سوى نصف محاولات الهبوط. وقبل اليابان حققت المركبة الهندية "تشاندرايان 3" هبوطا سلسا قرب القطب الجنوبي للقمر في أغسطس/آب 2023، في حين واجهت المهمات القمرية الأخيرة التي قام بها مشغّل خاص أميركي وروسي نتائج مأساوية، انتهت الأولى باشتعال النيران فوق المحيط الهادي، واصطدمت الثانية بسطح القمر.