حينما قال ﺃﺑﻮ ﺫﺭ لبلال ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺨﻄﺌﻨﻲ؟!
ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻼﻝ مندهشاً ﻏﻀﺒﺎﻥ .
فقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷشتكينك ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ.
ﻓﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﷺ
حينما اشتكى بلال وقال ﷺ:
ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ، ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ ؟!
ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ !!
ﻓﺒﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ وقال: ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ،
ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ. ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ..
وأتى ابو ذَر ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ..
وقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ﻻ ﺍﺭﻓﻊ ﺧﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄﻩ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ !!
ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻼﻝ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺃﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ.. ﻭﻗﺎﻝ:
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺍﻃﺄ ﻭﺟﻬاً ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة،
ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ !!
ما اردت ان اقوله من هذه القصة
ان ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺴﻲﺀ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ
فلا يعتذر احدنا من الاخر ،
والبعض يجرح البعض منا جراحات عظيمة حتى يصل بنا الحال
ان يشكك احدنا بالأخر بعقيدته و بمبادئه و بإيمانه و بوطنيته
وتصل جراحات بعضهم الى اغلى شيء في حياتنا،
ﻓﻼ نقوﻝ لمن أسأنا اليه ﺳﺎمحنا ﻭنستكثر علية كلمة " ﺁﺳﻒ" .
فاﻹﻋﺘﺬﺍﺭ شجاعة وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ وخلق عظيم،لايمتلكها كل احد
البعض قد يعتقد بأﻧﻬﺎ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ.
بالعكس فالاعتذار هو رقي لهذه النفوس التي لاتحمل الحقد ؟
فكلنا راحلون عن هذه الدنيا الدنية ،
فهنيئاً لمن جهز بالخير امتعة الرحيل لان الطريق شاق وطويل .