طرق لتحفز نفسك وتحقق أحلامك
قد نحتاج لأسلوب يشجعنا ويدفعنا ويساعدنا على المضي قدماً لتحقيق الهدف
لدى كل إنسان طاقة إيجابية كبيرة لتحفيز وتطوير الذات، ولكن في بعض الأحيان، قد نحتاج لأسلوب يشجعنا ويدفعنا ويساعدنا على المُضي قُدماً لتحقيق الهدف والنجاحات؛ لذا يُعَد التحفيز الذاتي بمثابة الوقود الذي يشحن المرء بالمشاعر الإيجابية، ويساعده على السعي والعمل للوصول إلى أهدافه، وذلك من خلال البدء في تطوير مهاراته، بالسياق التالي، «سيدتي» التقت د. خالد عبدالحليم، الخبير في مجال التنمية البشرية؛ ليحدثك عن إستراتيجيات وطرق لتحفز نفسك وتحقق أحلامك.
برمجة العقل لإحداث تغيير طويل المدى
شحن وتحفيز وتقوية مشاعرك وأحاسيسك الداخلية يقودك إلى تحقيق الهدف
في البداية، يُعرّف د. خالد عبدالحليم التحفيز الذاتي لـ«سيدتي» على أنه: شحن وتحفيز وتقوية مشاعرك وأحاسيسك الداخلية، التي تقودك إلى اتخاذ إجراء من أجل تحقيق الهدف، وتساعدك على أن تتحرك للأمام؛ للوصول إلى أهدافك الشخصية، من خلال العمل الجاد والشغف، وعملية التحفيز الذاتي هي من أقوى عمليات التشجيع لنفسك؛ فالشخص المحفَّز ذاتياً، هو الشخص الذي يبحث عن فرص جديدة ويقوم بالعمل الداخلي المطلوب لإحداث تغيير طويل المدى؛ أيْ أنها تدخل في دائرة برمجة عقلك الباطن على أمور، بمقدورها أن تجعلك أكثر نشاطاً وإنتاجية ومعرفة، وهذا يتطلب جُهداً مستداماً، وانضباطاً ذاتياً، وثقة حقيقية بالنفس.
أهمية التحفيز الذاتي
التحفيز الذاتي هو السلاح لتحقيق أهدافك
يقول د. خالد عبدالحليم، إن وجود الدافع الباعث للتحفيز الذاتي، من أهم المهارات التي بها نتابع مهامّنا بنشاط، وهو السلاح لتحقيق أهدافك، ومن دونه يمكن أن تعاني؛ فلا يمكنك الاعتماد على الآخرين لتحفيزك طوال حياتك؛ حيث:
- يدفعك التحفيز الذاتي للتغلب على أيّة عقبات تواجهها، ويساعدك لتعزيز الاعتماد على النفس، والذي يدفعك لتحديد مسار حياتك المهنية؛ فيمكنك اتخاذ هذه القرارات بنفسك، ثم العثور على القوة بداخلك لتحقيق ما تريد.
- يُمدك بالشحن عند الشعور بانخفاض طاقتك، أو أن نشاطك البدني أو النفسي قلّ ولم يعُد له الأثر في تحقيق أهدافك، ويشجعك لمضاعفة الجُهد، والإسراع في تحقيق أهدافك؛ عندما تراودك مشاعر سلبية أو الإحساس باليأس، وبأنه لا داعي ولا جدوى من تحقيق أهدافك.
- يَزيد من التفاني والعمل بمثابرةٍ لتحقيق كل الأهداف التي يصعُب تحقيقها، ومواجهة الظروف والتحديات التي تواجهك.
- يساعد في الوصول للأهداف المنشودة، ويرفع من التركيز والالتزام بالأهداف، ويعزز مستوى الطاقة والحماس.
- يحفزك على تطوير المهارات والابتكار والإبداع، ويَزيد من التركيز بالعمل.
- يقدّم إنتاجيةً احترافيةً غير محدودةٍ، ويجعلك أكثر كفاءةً وفعاليةً.
- يعطيك التحفيز الذاتي الشعورَ بالرضا الداخلي والسعادة، والابتعاد عن كل ما هو سلبي، وشحن النفس بالطاقة الإيجابية.
- يرفع من ثقتك بنفسك، ويمنحك الثقة العالية التي تحوّل المستحيلات إلى ممكناتٍ.
- يُعينك على مواجهة التحديات الجديدة، والتعامل معها بأفضل الطرق.
- يعمل على زيادة مستوى الوعي والإدراك لديك.
وسائل وطرق تساعدك على تحفيز ذاتك لتحقق أهدافك
أهم أسس التحفيز الذاتي هو تشجيع نفسك بكلام إيجابي
تخلص من الماضي
تذكُّرك للماضي والذكريات المؤلمة والحزينة لن يفيدك بشيء؛ بل قد يحصرك في زاوية الماضي وذكرياته؛ خاصة المؤلم منها، وسيَزيد من أوجاعك وآلامك، والسبب الرئيسي هو الاستسلام لهذه الأفكار، مع عدم التجديد في الحياة، وتوقُّفها على أشخاص معيّنين، والتي قد تؤدي به إلى حالة نفسية سلبية وسيئة؛ لذا عليك أن تتخلص منها وتنساها، وتتذكر الأمور والذكريات السعيدة والمفرحة، التي تدفعك إلى الأمام، من أجل تحقيق أهدافك والوصول إلى أهدافك.
حدد أهدافك
لا بد من وضع أهداف واضحة وواقعية وقابلة للتحقيق، وقُم بإعداد قائمة بخطة واضحة، لما ترغب في تحقيقه في الحياة أو في العمل، وهذا سيساعدك من خلال إثراء قدراتك على الإدارة الذاتية، ومن الأفضل لك، أن تبدأ بأهداف صغيرة؛ لأنها ستعطيك الإحساس بالإنجاز، وستحفزك على القيام بمهام أكبر، والتي ستحفزك وتَزيد حماسك للاستمرار والوصول إلى أهدافك المنشودة.
لا تلتفت لآراء الآخرين
قد يكون الفشل في بعض الأحيان أمراً لا مفرّ منه، ولكن أسلوب تعاملك مع الفشل، هو الذي سيحدد النتائج النهائية؛ فعليك العمل والاجتهاد من دون الالتفات لما سيقوله الآخرون عنك؛ حتي وإن نجح الآخرون في مهام مشابهة؛ فلا تيأس ولا تستسلم للإحباط؛ بل حاولْ التركيز على نقاط القوة.
الرضا الداخلي والسعادة
إحدى أهم طرق التحفيز الذاتي، هي تقبُّل أيّة مشاكل تواجهك برضا وسلام نفسي، ومن ثَمّ، لا بد أن تتعلم منها، وألّا تسمح لها بالتغلُّب عليك؛ بل اعمد لتغييرها ومواجهتها بقوة؛ حتى تصل إلى الحلول المرجوّة، وعلينا أن ندرك، أن كل المشاكل التي تمرُّ بنا، هي مشاكل مؤقتة، وستمرُّ بسهولة؛ لذا يجب أن نكمل دورة الحياة المستمرة بين السقوط والصعود؛ لنصعد مجدداً، ويجتاح نفوسنا الأمل والحماس بلا كللٍ أو مللٍ.
كن إيجابياً
إن من أهم أسس التحفيز الذاتي، هو تشجيع نفسك بكلام إيجابي؛ فطوّر نفسك وحدّثها لتحوّل طاقاتك السلبية إلى طاقات إيجابية، ومن الذكاء، تغيير العادات والطباع القديمة، وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين؛ لتستمتع بكل لحظةٍ من لحظات حياتك؛ فافتح لنفسك باباً للتغيير، ولا بد أن يكون لديك أولاً الرغبة في التغيير، ثم القدرة والإرادة على التغيير لتطوير نفسك؛ فحياتك من صُنع أفكارك، إذا كانت إيجابية، ستقودك إلى السلام، ولكن إذا كانت سلبية، ستقودك إلى الدمار.
أحط نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين
إذا أردت أن تحقق أهدافك بطريقة أسرع؛ فأحِط نفسك بأفراد لديهم القدرة على مساعدتك في التركيز على أهدافك؛ فوجود أشخاص مساندين وداعمين لك ومن حولك؛ فذلك يمكن أن يغيّر وضعك ويساعدك في إنجاز مهمةٍ ما؛ فإذا كنت تحيط نفسك باستمرار بأشخاص منتجين؛ فسيسمح لك ذلك بتخطي الصعاب ومواجهتها؛ فمن المهم أن تجد مَن يدفعك إلى الإمام وإلى النجاح وتحقيق الذات.
الموسيقى
يمكن للموسيقى أن تجعلك متحفزاً أو العكس؛ لذا عليك أن تختار بحكمةٍ، الموسيقى الهادئة، ذات الكلمات الإيجابية التي تشحنك بالطاقة اللازمة لمواصلة العمل، ولا بد من الابتعاد عن الموسيقى الحزينة التي تذكّرك بالماضي الأليم؛ لذلك فهي من أفضل الطرق التي يمكن أن تحفزك على القيام بالأنشطة اليومية، وتجعل منك إنساناً أكثر إنجازاً لتحقيق أهدافك.
اقرأ قصص الناجحين
عندما تتعب وتفقد حماسك، وتبدأ تشعر بأنك غير قادر على أن تكمل؛ فقُم بقراءة قصص نجاح واقعية وملهِمة، ستمنحك الدافع للمُضي قُدماً والاستمرار في السعي نحو أهدافك وطموحاتك، واستعِن بقصص أشخاص نجحوا قبلك في مجالك، بالتأكيد سيكون لذلك تأثير كبير في تحفيزك وزيادة حماسك للاستمرارية؛ لأنك ستتعلم من الصعوبات التي واجهتهم وتغلبوا عليها، وستجدد طاقتك وتعطيك الكثير من الحماس.
عزز ثقتك بنفسك
لا شك في أن الأشخاص الذين لديهم ثقة في أنفسهم، هم أكثر نجاحاً وسعادة عن غيرهم؛ لأن الثقة بالنفس تجعلك تؤمن بقدراتك ومهاراتك وإمكانياتك؛ حتى تستطيع تحقيق أهدافك؛ فهي تقودك لأن تعرف قيمتك، كما أنها تجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات والعقبات التي قد تواجهك؛ لذا عليك معرفة نقاط قوتك واعمل على تعزيزها، ونقاط ضعفك واعمل على تحسينها.
لا تتوقف عن التعلم
لا بد من الاستمرار بالتعلُّم في كل ما هو جديد يومياً، وقُم بتطوير نفسك باستمرار؛ فرحلة العلم لا تتوقف؛ فبالعلم ستزداد حماساً وقوة سترشدك إلى الطريق الصحيح، وسيعطيك حافزاً لأن تستمر للنيل من أهدافك وطموحاتك وأحلامك.