كنتُ ولازلتُ اكتب أشعاراً في غزّة وفلسطين عن أوجاعها وأحزانها عن أطفالها وشوارعها وتعرفوني جيّداً بأنّ موقفي ثابتٌ تجاهَ قضيّتنا العربيّة الاسلامية(فلسطين) من خلال أشعاري قبل السابع من اكتوبر إذ أنّ فلسطين هي مدرستي في العزّةِ والشجاعة والصبرِ والإباء ...
ولكن وأنا أكتبُ في غزّة شعراً داهمَني سؤالٌ غريبٌ فرضَ نفسه عليّ ما الّذي فعلته من أجل غزّة؟
ولم أحِر جواباً .. فعلاً ما الّذي قدّمته أنا أو انتم لغزّة؟!
أشعارنا؟ مجرّد كلمات افهل تحيي هذي الأشعار غزة او تعيد شهدائها؟ نتبادل نوبات الكلام بيننا
"يا غزةُ يا مدينة الإباء"
ثمّ يتبدّلُ لحن كلامنا من الحزن الى الغضب فنناشد زعماء امّتنا ونطالبهم أن يهبّوا لنصرةَ غزّة ولكن كما في المثل ؛
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً
ولكن لا حياةَ لمَن تُنادي
هؤلاء الّذين نطالبهم ليساعدوا غزّة ماهم إلّا حميراً لزعماء البيت الأبيض هم ينظرون إلى اميركا على أنّها الدولة الّتي تغدقُ على مناطقنا بالسلام هكذا هم يخالون ولكنّ اميركا -والله يشهدُ على ما أقول- أنّها لن تنظر لهم إلّا سوى مجرّد براميل من نفط وأوراقٍ من الدولار..
لكي لا تتلخبطُ المواقف إذ اننا اهلُ التخبّط أريدُ أن أقول ؛
إنّ هناك الكثير من كلاب الشهرة انتهزوا دمارَ غزّة وصرخات أطفالها من تحتِ الأنقاض لشهرتهم تحت عنوان (الدفاع عن غزّة) وبذلك يستطيعون أن يؤمّنوا دخلهم المادّي لشهور من خلال برامج كـ اليوتيوب مثلاً ..
وأنا اكتبُ هذا الكلام الآن تذكّرتُ أحمد مطر حينَ تكلّم عن رفيق دربه ناجي العلي بعد استشهاده حيثُ قال
"أنا أشعر بتأنيب الضمير لأنّ ناجي مات وأنا لم أمت لأنّ ذنب ناجي ذنبنا كلّنا"
الآن والله أشعر بكلام احمد مطر وكأنّهُ يصفني كما وصف نفسه
لماذا يموت كل هؤلاء الناس ونحنُ أحياء نراقبُ كيفيّة مماتهم من على بعد آلاف الأميال؟!
كرهتُ الشعر حتّى مللتهُ
ككرهي لحكّامنا الجبناء
من يطلبون إذن أمريكا
إذا ما ارادوا شربةَ ماء.!
أنا دائمُ الكتابةِ عن غزّة وفلسطين والعرب وكل مايخصّنا كمواطنين يطالبون بابسط الأشياء وهي حقوقهم فقط .. ولكنّي عهدتُ الى نفسي بأنّي حتّى لو كتبتُ شعراً في غزّة فلن أقوم بنشره حتّى تنتهي الحرب ويتوقّف هذا العدوان الهمجي على أهلنا في غزّة فغزّة ليست منصّةً لنبدي شاعريّتنا من خلال ذكر معاناتها
وهذا آخرُ ما أقولهُ في غزّة خلال أحداث الحرب
أغزةُ عذراً ؛
أنافعٌ حينَ يموتُ الضمير
وتسودُ البغالُ والحمير
أن ترجى المعونة من رعاعٍ
جاهلة!؟
أغزةُ عذراً ؛
إذا ذهبَ الحذاء اليهوديُّ
فمن تقبّلهْ تلكَ الشفاهُ الذابلة؟!
ختاماً : ما وردَ هاهنا هو يعنيني وخطاباً لذاتي ولبعض محبّين الشهرة ، فهناك ربّما شاعرٌ يخالفني فيما قلت إذ أنّهُ يريد أن يكتب عن معاناتهم وهو حرٌّ فيما يريد أن يكتب إذ أنّ الشيء الوحيد المتبقّي من حريّتنا هو الشعر او القلَم بعيداً عمّا إذا قادنا إلى الهلاك المهمُّ أنّنا احراراً حين نكتب أمّا حبال المشنقة فتأتي متأخرة -وسلامٌ من الله عليكم-
اخوكم العيلامي