أحتاجُ شمسًا
أحتاجُ شمسًا في قميصِ الصبح تُدخلني المحبَّةَ
من دفاترِها وتُسلمني إلى وَجْدي
تعلِّمُني الكتابةَ فوق أشجارِ الطريقِ
بكل جذعٍ
ثمَّ لي قلبٌ وسهمٌ واشتهاءة .
أحتاجُ شمسًا كي أدرِّبَ مِحْنتي يومًا
على الطيرانِ
أحملُ همَّ أيامي إلى أُفقٍ رفيقٍ يشبهُ
الذكرى وأدخلُ في الوضاءَة .
يا صُبْحَنا الورديَّ هاتِ الشمسَ في كفيِّك
أَشْرِبني الغناءَ لعلَّني أصفو
ويصفو صفوُ أيامي
كما تصفو الحمامةُ
والندى فوق الغصونِ
وفوق أزهارِ الحقول
وفوقِ أعتابِ الفُجاءة .
أحتاجُ شمسًا كلما ملَّ الصباحُ حكايتي
دارت لتحكيها علي رملِ الطريق وتارةً أخرى
تُغنِّيها على سربٍ من الأطيارِ يحملُها
ويحملني ويدخلُ بي سماءَه .
أحتاج شمسًا أرتوي من كأسِها وأديرُ كأسي
ريثما يتأملُ الماشون فوق الأرض خُضْرَتَها
ويدركُ شاعرٌ في الريف معنى كونِه طفلاً
وكونِ غنائِه لَعِبًا على رملِ الكلامِ
وكون ضحكتِه بكاءَه .
أحتاج شمسًا ترتوي من ليلِ أيامي
وتشربُني صباحًا مثل كوبِ الشاي
تشربُني مساء ثم تغرقُ في مياهِ البحرِ ليلاً كاملاً
وتعود في الصبحِ القريبِ تعلِّمُ الضوءَ الكتابةَ
في ثنايا الوقتِ ثم تعلِّمُ الوقتَ القراءة .
أحتاج شمسًا فاحملوا عنِّي رجائي للتي أحتاجُها
وتحمَّلوا عني حَنيني
ربَّما أصحو وحيدًا ذات صُبحٍ
ثم أدعوها فتأتيني وآتيها البراءَة .
عبد الوهاب الشيخ
.