النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

العذاب ليس له طبقة

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 731 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: December-2012
    الدولة: Muscat/Oman
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 64 المواضيع: 61
    التقييم: 69
    أكلتي المفضلة: السمك المشوي
    موبايلي: Iphone 4
    آخر نشاط: 24/December/2013

    العذاب ليس له طبقة

    العذاب ليس له طبقة
    الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مرالشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
    و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النورو السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مرالشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
    و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل مايحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.و الذي أعطاهالله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.و الرجلالناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أنينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.
    و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.
    و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلبنتيجة تضخم في العضلات.كلنانخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق.و برغم غنىالأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.فالله يأخذبقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلبالآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. ولما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.
    إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكنالحسرات و الآهات الملتاعة.و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون فيالظواهر غافلون عن الحقائق.و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتللما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيابعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاءو السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنماهو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوسبرغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
    و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادةو شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيهالحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق فيكل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.و كل نفس تمهدبموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادةالحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.أماالدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوىالكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.
    إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف..فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
    و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لابالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.فذلك هوالمسرح الظاهر الخادع.وتلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاوالآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.
    أما وراء الكواليس.أما على مسرحالقلوب.
    أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحقو الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بهاعلى المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام والمتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهلأبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسماتالمبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشفالأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفعمعذرة.. و لا تجدي تذكرة.
    و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركواهذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريهعليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثةهي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.أما أهلالغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة والدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطاياو ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.فانظر من أيطائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.
    ( مصطفى محمود)

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: ميسان الجميله
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,020 المواضيع: 1,271
    صوتيات: 207 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9673
    مزاجي: بين دمعه وابتسامه
    المهنة: وزيرة الماليه لبيتنا
    أكلتي المفضلة: الكباب وكم اكله
    موبايلي: كلاكسي نوت 2
    آخر نشاط: 15/September/2024
    مقالات المدونة: 5
    موضوع قيم جدا شكرا دكتور

  3. #3
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: في المنفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,968 المواضيع: 3,683
    التقييم: 9505
    مقالات المدونة: 66
    بارك الله فيك ع الطرح القيم

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: March-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,525 المواضيع: 827
    صوتيات: 1192 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3230
    آخر نشاط: 4/September/2019
    مقالات المدونة: 18
    أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحقو الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية

    كلام بديع
    جدااااا

    تسلم يارئع
    Dr عبد الباسط

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال