متى يسمع الجنين صوت الأم وهل يمكنه تمييز لغة الأب ؟
يسمع الجنين صوت الأم في الشهر السابع
متى يسمع الجنين صوت الأم ويميز لغة الأب؟ سؤال تطرحه كثير من الأمهات الحوامل، وفي هذا الشأن كان الاعتقاد أن الجنين يبدأ سماع اللغة والأصوات بعد الولادة، بينما أكدت الأبحاث اليوم؛ أن النمو العصبي للأطفال يظهر وهم لا يزالون في الرحم؛ حيث يتأثرون بتكرار صوت أمهاتهم أثناء أشهر الحمل، وكذلك صوت الأب ولغته الخاصة.
وبعدها سجل علماء الأعصاب التغيرات التي لاحظوها في أنماط الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة، والتي أثبتت أن أدمغتهم متناغمة بالفعل مع لغة أمهاتهم وإيقاعات أصوات آبائهم التي تكرر سماعها، ما يعني قدرتهم على تمييز الأصوات وهم بعد أجنة في أرحام أمهاتهن.
اللقاء واستشاري النسا والتوليد هند سلمي، لتصفح الدراسات والتعليق عليها.
الجهاز السمعي للطفل
يستطيع الجنين سماع الأصوات خلال الشهر الرابع من الحمل
بعض العلماء يؤكدون أن الجنين يبدأ في سماع الأصوات خلال الشهر الرابع من الحمل، في الأسبوع 16-20 تقريباً، وفي هذه الفترة يتحسن الجهاز السمعي للجنين ويصبح قادراً على استقبال الأصوات من البيئة المحيطة.
بينما أظهرت أبحاث أن الأطفال الذين ما زالوا في الرحم، يمكنهم سماع أمهاتهم عندما تتحدث ابتداءً من عمر 7 أشهر تقريباً، ويمكنهم أيضاً سماع أصوات أخرى، مثل الموسيقى والضوضاء العامة، وصوت الأب أيضاً، و بالتالي التعرف على صوتهما بعد الولادة.
وهذه النتائج، توفر الدليل الأكثر إقناعاً على أن الخبرة اللغوية تشكل بالفعل التنظيم الوظيفي لدماغ الطفل، حتى قبل الولادة وبعد الولادة مباشرة، يكون الطفل قادراً على التعرف على اللغة التي كان يسمعها أثناء وجوده في الرحم وتم استيعابها.
الأصوات التي يسمعها الجنين
- الأصوات التي يسمعها الجنين تنبعث من خلال الجدار الرحمي والأنسجة الداخلية لجسم الأم، لذلك يمكن للجنين سماع الأصوات الداخلية مثل دقات قلب الأم، وصوت التنفس، وحركة الأمعاء.
- كما يمكن للجنين أيضاً سماع الأصوات الخارجية مثل: صوت الكلام والموسيقى وصوت الأشخاص الآخرين، وبالنسبة لسماع الجنين لصوت الأم، فهو يعتبر تفاعلاً مهماً ومميزاً بينه وبين الأم.
- ويمكن للأم استخدام فترة الحمل؛ للتواصل مع الجنين من خلال التحدث إليه بلطف والغناء له، وقد يكون لهذا التواصل المبكر، تأثير إيجابي على العلاقة بين الأم والجنين بعد الولادة.
تمييز الجنين بين الأصوات
الجنين يعرف صوت الأم ويميزه عن أخريات
أظهرت الدراسات أن الجنين قادر على التمييز بين أصوات الأشخاص المختلفين، حيث يمكنه التفريق بين صوت أمه وصوت الأشخاص الآخرين.
وفي دراسة أخرى ثبت أنه باستخدام الأشعة فوق الصوتية لرصد حركة الفم واللسان للجنين أثناء تعرضه للأصوات، تبين أن الجنين يظهر استجابة مختلفة خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل؛
وذلك حالة سماع صوت أمه مقارنة بأصوات النساء الأخريات، ويتمثل ذلك في زيادة حركة الفم واللسان.
تعرٌّف الجنين على صوت الأب
كما يُعتقد أن الجنين يمكنه التعرف على صوت الأب أيضاً، حيث إن الأصوات التي يتعرض لها الجنين خلال فترة الحمل تلعب دوراً هاماً في تكوين ذكرياته السمعية.
وفي دراسة جديدة أظهرت أن الجنين يظهر استجابة مميزة عند سماع صوت الأب تحديداً، بشكل أكبر، من صوت الأشخاص الآخرين، حيث تم تسجيل أصوات الآباء وتشغيلها للجنين في فترة متأخرة من الحمل، وتبين أن الجنين يظهر زيادة في نبضات القلب ونشاط الحركة عند سماع صوت الأب؛
ما يؤكد أن الجنين يمكنه التعرف على صوت الأب، واستجابته له؛ نتيجة للتعرض المتكرر لهذا الصوت خلال فترة الحمل.
كما يُعتقد أن هذا التعرف المبكر على صوت الأب، يسهم في بناء علاقة تواصل بين الأب والجنين بعد الولادة.
طرق لتواصل الآباء مع الأم والجنين
يتواصل الأب مع الجنين من خلال دعم الأم
- يمكن للآباء التواصل مع الجنين من خلال الحديث معه واللمس والغناء، وذلك لتعزيز العلاقة بينهما وتعزيز التطور العاطفي والعصبي للجنين.
- يمكن للآباء المشاركة في حالة الحمل والولادة من خلال حضور المواعيد الطبية، والمشاركة في الاستعداد للولادة، وتقديم الدعم العاطفي للأم.
- يمكن للآباء دعم الأم في الرضاعة الطبيعية، وتوفير الدعم العاطفي والمعنوي لها، وذلك للمساعدة في توفير التغذية الصحية للجنين.
- وبعد الولادة، يمكن للآباء المساعدة في العناية بالجنين من خلال تطبيق مرطبات الجلد، أو تغيير الحفاضات والمشاركة في الاستحمام اليومي.
- يجب على الآباء إستشارة الطبيب في حالة وجود أي مشاكل صحية أو نفسية للجنين، وذلك للحصول على التشخيص والعلاج.
- كما يمكن للآباء المشاركة الفعالة في الرعاية الصحية الشاملة للجنين من خلال الاهتمام بتغذية ونوم الجنين.
- وكذلك الصحة النفسية والجسدية للجنين، وتعزيز العلاقة العاطفية بينهما، وذلك لصالح نمو وتطور الجنين بشكل صحي.