يكفيكَ دلالاً
قد قُلتُ لقلبي إن تسألْ
عمَّا يُرضيني كي تَفعلْ
ذُبْ بالكرَّارِ هَوىً وبِمنْ
عاداهُ قِلىً لا تتزلزلْ
وحَذارِكَ أنْ تغفوَ يوماً
عن لعنِ الأوثانِ وَتَغفَلْ
يا قلبي يكفيكَ دلالاً
أنِّي مهمَا تأمُرُ أفْعلْ
ما دُمتَ بِحُبِّ أبي حَسَنٍ
مَفتوناً وبهِ تتغزَّلْ
فإذا غيَّرتَ أغيرُ عليكَ
بأبيضَ ذي حَدٍّ مُصقَلْ
فحَياتُكَ في حُبِّ عَلِيٍّ
مع بُغضِ الثَّاني والأوَّلْ
* * *
يا قلبي لا تُصغِ بسمعٍ
لعذولٍ بالجهلِ مُجَلَّلْ
يَزعُمُ أنَّ اللعنَ قبيحٌ
والأولى التَّركُ بل الأفضلْ
ويقولُ: اللهُ بهم أدرى
عمَّا فعلوا لَسْنَا نُسألْ
عجباً فعلى مَن في القُرآنِ
اللعنُ مِنَ اللهِ تَنَزَّلْ
لكنَّ أئمَّتَنا قالوا
وكلامُهُمُ الوَحيُ المُنزَلْ
ملعونٌ مَن في لعنِ عَدُوِّ
الآلِ تأثَّمَ واستَشكَلْ
يا قلبي أرأيتَ لعيناً
ويُحِبُّ عَلِيَّاً لا يُعقَلْ
* * *
يا قلبي أمَّا مَن أصفى
لِعليٍّ حُبَّاً فَتَأصَّلْ
فَلَهُ جَنَّاتٌ وعُيونٌ
وَقُطوفٌ ليَديهِ تُذلَّلْ
ولهُ أنهارٌ مِن خَمْرٍ
عَسَلٍ لَبنٍ ماءٍ سَلسَلْ
والحُورُ العِينُ لهُ ازدَانتْ
بالثَّوبِ الخمريِّ المُخمَلْ
وعلى استحياءٍ تَتَهادَى
تَحْمِلُ كأساً يَشفِي المُعتَلْ
لا يُثمِلُهُ الخَمرُ ولكِنْ
بِنُعاسِ نواظرها يَثْمَلْ
* * *
يا قلبي والمُذنبُ مِنَّا
يستَشْفِعُ بالآلِ فَيُقبَلْ
فإذا اسْوَدَّتْ صُحْفُ فِعالي
معَ أقوالي فَلَديَّ الحَلْ
أسْكُبُ حُبِّي لأبي حسنٍ
تَبيَضُّ كما كانتْ أوَّلْ
طُوبى للشِّيعيِّ وبُشرى
فغداً في عَدْنٍ سَيُدَلَّلْ
أحمد الدر العاملي