فلا مِنْ بَصيرٍ أراهُ بقُرْب ِ
ولا مِنْ حَكيمٍ بَدا تَحْتَ ثَوب ِ !
سِوى مِنْ قَليلٍ وبينَ البَرايا
ويَجْري بصَبْرٍ بشُغْلٍ ولُبِّ !
بَصيرٌ ويَعْنى بحالٍ دَقيقٍ
حَكيمٌ ويَبْدو بحَلٍّ لِخَطْب ِ !
ويَجْري ودَوماً بعَقْلٍ رَشيدٍ
لكَشْفِ الأُمورِ بسِلْمٍ وحَرْب ِ !
وَوَضْعُ النُّقاطِ على كُلِّ حَرْفٍ
إذا ما بَدا بَعْضُ حَرْفٍ بكِذْب ِ !
وهذا بشَرْطٍ بَدا تَحْتَ عَيْنٍ
وشَرْطٌ فهذا بطَوْعٍ لِرَبِّ !
وطَوْعٌ بشَرْطٍ على أهْلٍ بيتٍ
فيَبْدو وفيهُمْ بوَصْلٍ وحُبِّ !
وإنْ كانَ يَبْدو بنَأيٍ وعَنْهُمْ
سَيْبْدو بجَهْلٍ وما بينَ صَحْب ِ !
وإنْ كانَ يَبْدو بصيراً بشيءٍ
فأشْياءَ أُخْرى وعَنْهُ بجُبِّ !
فلا مِنْ سَبيلٍ ليَبْدو بصيراً
سِوى أهْلِ بيتٍ كنَهْجٍ ودَرْب ِ !
فبيتٌ طَهورٌ أساسٌ لِعِلْمٍ
فعِلْمٌ وفيهِمْ ومِنْ غَيرِ تَعْب ِ !
وعِلْمٌ فهذا ومِنْ عِنْدِ رَبٍّ
أتاهُمْ بلُطْفٍ بفِكْرٍ وقَلْب ِ !
فكانوا على النّاسِ دَوْماً لخَيْرٍ
بَدا في وُضوحٍ بشَرْقٍ وغَرْب ِ !
وكانوا كدَربٍ سَليمٍ لأعْلى
وأعْلى جِنانٌ بخُلْدٍ وعَذْب ِ !
فَمَنْ شاءَ يَبْدو حكيماً بدُنْيا
فلا بُدَّ يَجْري إليهِمْ بجَذْب ِ !
عبدالرزاق الياسري