ربُّما كانتْ الأشياء الهشّة
يكمن بين خفاياها عالمٌ مِن الذُّهول،
فَـعوُد الثّقاب قد تقتلهُ قطرة،
تكسرهُ نسمـة، تمحوه غَبـرة..
بَيد أنّه إنْ طغىٰ
يُحيـلُ غابـة إلىٰ رمـاد
وكونًا إلىٰ ســواد...!
وأنتِ... جامعة الأضداد،
تتجلّين بِظل غيمـة أمال،
بِـملامح زَهـرة، بِـبراءة طِفلـة،
بِـرقّة فراشة، وسطوع نجمـة أحلام..
تخطفين الأنظار بلحاظ الجفـون،
تختالين مِثل طاووسة
تُراقـص شغف العاشقين،
أو مثل قدّيسةٍ تُسكر بهمساتها الفؤاد،
فإذا ما استسلم الكَيان،
وثَمُل العقل بِسحر البيان،
فجأة تنزعين ثوب الفراش
وتحرقين مناديل الحَريـر،
تتقلّدين كبرياء الجبابرة..
فتتلبّدين بالابهام،
وتجمحين بالغَرابـة؛
لِيخطف برقكِ القلوب بالرّعب،
تُصبحين صَلدة جارحة ،
تصعقين بِلـهـب الكلمـات...
تغضّين الطَّرف كبرياء
عن مصارع ضحاياكِ..!
تعلو أنفتكِ مثل نَـسرٍ
بينما تصغر الأرض في عينيكِ مع كلّ خفقة...
تنسفين أملًا... وتُخلّفين نكبةً مع كُلّ خطوة،
تُجمّدين الزّمن عِند لحظةِ جفاء،
عارفــة أنتِ...
عجِزتْ البحور والكُـهّان
أمام غرابة وجنون رؤاكِ...!
تخنقين الحاضر
والآتي بصمتكِ المطبق،
تُعيدينَ الرّوح إلىٰ العَـدم،
إلىٰ مقبرة النَّدم،
فيتردد صداىٰ اليأس أمامكِ مثكلىٰ...
فتظلّ أنفاس "المُريد" تنظر إلىٰ وميض عينيك،
علَّ دور الجَنون هذا ينقضي،
لينتصر منطق الحُبّ والنّور،
بانتظار التفاتـة... إشارة... نفس حياة،
وهمسة اقتراب، لِيحيا علىٰ يديكِ...
لطيف قاسمي