30, March, 2013
كواليس النجوم "النجوم الأعداء"
كرة القدم لعبة منافسة شريفة، ولكنها تتحول في كثير من الأحيان الى التناحر والتقاتل، وربما، إن حدث ذلك بين فريقين يختلفان عرقيا وايديولوجيا، يقبله العقل، ولكن عندما تكون العداوة بين لاعبين من فريق واحد، فإن المسألة تصبح غريبة. وتاريخ كرة القدم يكشف لنا، في طياته، عن حكايات نجوم أعداء بالعشرات، نعم لقد لعبوا بألوان قميص واحد ودافعوا تحت راية وطن واحد، وحملوا هما واحدا، وحلموا بحلم واحد، ولكنهم، لم يحبوا بعضهم البعض ولو للحظة.
حكاياتهم الغريبة وصراعاتهم الدخيلة على طقوس الرياضة، جعلت هؤلاء النجوم الأعداء من المشاهير، وتناقلت الصحافة أحداث خلافاتهم ومعاركهم. فمن زمن ظهور كرة القدم، بداية القرن الماضي، بدأت الحكاية، من عداوة، ستيفانو المدريدي وكوبالا الكاتالوني استمرت الظاهرة حتى الحرب الباردة بين ميسي ورونالدو اليوم.
وبين قصة ستيفانو وكوبالا، ومعركة ليونيل وكريستيانو قصص وحكايات أغرب من الخيال، كرويف كان يمقت كيولان وحطم مستقبله، اشترط اقصاءه عن منتخب هولندا حتى لا ينسحب نجوم أياكس. وباساريلا قاطع منتخب التانغو لأن ماردونا هو من رفع كأس العالم عام 1986.
باساريلا - مارادونا "معركة على شارة الكابتن"
على الرغم من اعتزال اللاعبين كرة القدم منذ فترة طويلة، إلا أن ماردونا وباساريلا لم يفوتا فرصة متاحة لانتقاد أحدهما الآخر ومهاجمته وتقزيمه، وهذا ليس لأن مارادونا وباساريلا رمزان لناديين غريمين هما بوكا جونيورز وريفر بليت، حيث يعد دييغو أسطورة البوكا، بينما نحت باساريلا مسيرة ذهبية، بليت، عمل مدربا ورئيسا للنادي، هما في الأصل لا يتفقان أبدا.
وتاريخهما في المنتخب الأرجنتيني حافل بالكراهية والعداوة والخلافات. فحتى خلال أفضل لحظات التانغو عندما توج ببطولة كأس العالم عام 1986، فقد قاطع الأخير المنتخب وتخلف عن المباريات التي لحقت نهائيات كأس العالم احتجاجا على المدرب بيلادرو الذي منح مارادونا شرف الصعود على منصة التتويج وتسلم الكأس، من رئيس الفيفا.
ماتيوس ــ كلينسمان "غيرة متناهية"
مثل الصراع بين النجمين لوثر ماتيوس ويورغن كلينسمان الفاكهة التي تسلت بها الصحافة الألمانية خلال التسعينات من القرن الماضي. فقد كانت العلاقة بين مهاجمي المانشافت في ظاهرها متينة، ولكن في باطنها قائمة على الغيرة. ويحسب لماتيوس وكلينسمان أنهما لم يخرجا صراعهما الخفي عن نطاقه الرياضي، وقادا المنتخب الألماني الى الفوز بلقب كأس العالم، ايطاليا 1990.
ومازاد اشتعال نار الغيرة بين النجمين، القدر الذي وضعهما دائما جنبا الى جنب، في كل مرة، ضمن صفوف المنتخب الألماني، مع انتر ميلان الإيطالي ( 1989-1992)، وفي بارين ميونيخ (1995-1997). ويؤكد المقربون من كلينسمان وماتيوس أن طباعهما مختلفة ومتناقضة كليا، فعلى سبيل المثال كان ماتيوس قريبا من الصحافة، بينما كان كلينسمان في قطيعة مع الصحف.
تيري ــ فيرديناند "صراع عنصري"
ولد جون تيري وريو فرديناند في منطقة واحدة بضواحي لندن الراقية، ولايفصل بين منزلهما سوى كيلو متر واحد، تيري يسكن في حي يدعى باركينغ، بينما ولد فيرديناند في دنمارك هيل. ولئن يعتبر هذا الثنائي، أفضل ما أنجبت الكرة الانجليزية في تاريخها، مدافعين في تألقهما عن منتخب الأسود الثلاثة، فإنهما ليسا بالصديقين، بل هما عدوان لدودان.
لعب تيري وفيرديناند لأول مرة جنبا الى جنب، بدفاع منتخب انجلترا، في أغسطس 2003، وكان تيري الكابتن بينما ريو، نائبه، يحمل شارة القيادة، في حال تغيب زميله. وكانت علاقتهما في البداية عادية، قبل أن يحصل المنعرج الحاسم يوم 2 نوفمبر 2011، عندما وجه تيري عبارات عنصرية نحو انطونيو شقيق فرديناند في إحدى مباريات الدوري الانجليزي.