لم يشهد التاريخ خلافاً حول شاعرين ومن الأشعر منهما مثلما حصل مع امرؤ القيس الحجازي، والنابغة الذبياني العراقي الكوفي هكذا يقول النقاد والشعراء والأدباء والكتب وكبار الشخصيات بل حتى الخلفاء، الحجازيون ومعهم المصريون ونصف الشام ونصف نجد يقولون امرؤ القيس هو الأشعر. بالمقابل العراقيون بأجمعهم من الكوفة والبصرة والموصل يقولون النابغة هو الأشعر ومعهم اليمن ونصف الشام ونصف نجد وايران كسرى، جاء وفد من الشعراء ومعهم اربعة اسماء وهم امرؤ القيس والنابغة وزهير بن ابي سلمى الحجازي والحارث بن حلزة اليشكري العراقي وارادوا من الخليفة ابي بكر المفاضلة بينهم فقال لهم امسحوا من الحلبة اثنان وابقوا على اثنان فقالوا من هم الذين نبقيهم فقال النابغة وامرؤ القيس. فأرادوا رأيه قال متساوون في الشاعرية وان كنت اميل لأحدهما ولم يقل من هو. وذهبوا الى عمر بن الخطاب فقال لهم اذهبوا لعلي بن ابي طالب (ص)، فذهبوا لأمير العالم، وقالوا له يا ابا الحسن ان العرب قد اختلفت بين هذين الشاعرين فمن هو الأشعر؟ واعطوه لكل منهما بيت واحد في وصف الليل.
وليلٌ كموج البحر ارخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي.
وجاؤوا ببيت للنابغة الذبياني في الليل وهو.
فإنك كالليل الذي هو مُدركي
وإن خلتُ ان المنتأى عنك واسعُ
فرد امير العالم ص، ان القوم لم يتباروا بحلبة واحدة، ونعرف من هو الأفضل بينهما فكل منهما برع في لون وقال ايضا ان الضال امرؤ القيس برع في الغزل، والعراقي الذبياني برع في اللون الإعتذاري، فلا استطيع ان اقول فلانا اشعر من فلان،ألحوا عليه والامير يقول نفس الجواب الى قالوا يا ابا الحسن لانبرح مكاننا حتى تقول لنا من هو الأشعر، فقال إن كان ولابد فالملك الضليل هو الأشعر ولكن النسبة بينهما متقاربة، ويعني ص الملك هو امرؤ القيس.
اعلام الملك النعمان بن المنذر يقول عندما قارنوا النابغة بزهير قال احد العراقيين ان زهير لايصلح ان يكون بوابا في دار النابغة. وشن الشاعر حسان بن ثابت حملة ضد النابغة، والسبب ان حسان جاء للنابغة ينشده شعرا في سوق عكاظ، فقال له انشدتني قبلك الخنساء، توردت واحمرت وجنتا حسان غضبا على النابغة وقال له اي حسان انا اشعر منك ومن ابيك، فرد النابغة يا ابن اخي انك لن تستطيع ان تقول:
كأنك كالليل الذي هو مدركي. خرج حسان غاضبا. وبالمقابل شن الشاعر اليمني هجوم على امرؤ القيس واسمه يزيد بن المفرّغ، وقال عن النابغة يكفيك من شعر النابغة بيت واحد او نصف بيت بل ربع بيت، المهم جاء المتأخرون واعطوا اللواء لإمرؤ القيس ومن بعده النابغة، اعتمتادا على قول ورأي امير العالم ص، ومنهم طه حسين الذي قال ان الشعر ابتدأ بملك ويعني امرؤ القيس وانتهى بأمير ويعني به ابو فراس الحمداني، ويُقال والعهدة على القائل ان طه حسين كان شيعياً لكنه اخفى تشيعه خوفا وهو القائل لازال الشعر رافضيا، ويُقال ايضاً ان احمد شوقي الشاعر المصري كان يعبد علي بن ابي طالب ص، سمعته سمعا من شخص ثقة، وكان من ابوين تركيين، فأبوه كردي فيلي وامه من شيعة تركيا،في الختام سلام.