بخطوات متثاقلة تخطو بحذر
حريصة
أن لا تسكب قطرات الشاي صباحا
على ارضيتها المتآكلة
خوفا ان تتعثر أو تنكسر ..
انها احلام المشيبة
تنام بعد أن تتلو اياتها
لعلها تغفو بسلام .. تدعو أن ترحل وسط احبتها دون خجل
دون أن تكون عائقا أو حملا على عاتق من تحب او ثقل
اه كم بسيطة احلام المشيبة
تخفي شوقها العارم للاحتضان
لكنها تخشى أنها لم تستحم
لتغدق على ثيابها القديمة
بعض من ورد العطر
لعلها تتميز كالجدات ..فتكون في ذاكرة أحدهم حينما يمر
هكذا هي احلام المشيبة...
كبيرة جدا..وعند الشباب بسيطة
اه من خجل المشيبة ..
تبدو اخطاءهم جدا معيبة...
فكرة انهم مصدر فخر
ترهقهم أن يمارسون طفولتهم في عمر المشيبة
لا يعلم أبناءهم كم يبكون
نعم ..ويشهقون عند بكاءهم
ولهم يشتاقون ..
ويترقبون قدومهم
من خلف النوافذ العتيقة..
اه يا احلام المشيبة
في ابسط الأحاديث
يكرر على مسامع أحفاده
نفس الروايات..
حتى يزمجر احد الحضور..
كم مرة سمعتها ..
ويصاب بالسرور ..
يتهامس مع شيبته..
هذا الحفيد يشبهني ...
اه لو اكمل معهم المسيرة
لكن النهاية هناك .. وتلك هي المشيئة..
الله يا احلام المشيبة
ذات مرة ..قلدت يد جدي المرتعشة وانا اقدم له الشاي
ضحك ضحكة فكاهية دفينة
وقال لي بنظرة الحسرة اه منك يالئيمة..
كان يضحك لي ويردد..
حينها شعرت بالحزن والخيبة..
جدي ..جدتي .. من بعد رحيلكم من سأفقد؟
حينها أيقنت أن كلتا يداي ذات يوم
من يدهم ستفلت ...
سأودع الاحباب .. أولهم بالأمس ..كان أبي من أفقد
تهشمت احلامي ..
وضاعت بين السطور أقلامي
لكنني كتبت ..
لك انت يا قارئي احدثك فأنصت
أن هنا غاية احلام المشيبة
فهنيئا لمن استحق الرحيل الى المشيئة
وحقيبة أعماله بالطيب مليئة
لم اذكر احد قد حدثني عن الصلاة أو الصيام والقيام ..
حين العزاء اتفق الجميع على شيء فقط ... كان أبي طيب
مع الجميع حنون .. ولم يكن لئيم متسلط..
حينها أدركت مغزى الحياة
أن تغادر ها حاملا عطر الورد
عطر الطيب .. عطر الحب في كل العلاقات
حينها اعلم انك حقا
قد اديت الصلاة
......................
بقلمي ..رثاء لكل من رحل عن أحبته وترك أثر طيب ..هنيئا لهم تلك الذاكرة العابقة برائحتهم الزكية وذكراهم الجميلة و قبورهم كلها طمأنينة .. حقا اشتاق ليد ابي
لأقبلها واحتضنه واحتمي بين اضلعه .. لكنها ليست النهاية
لابد لنا أن ننتقل ومن هناك ستبدأ الحكاية ..فقط مسألة وقت
ومن النهاية ابتدأت