مِنْ بَحْرِ غزَّة يطلعُ الثُّوَّارُ
والموتُ، والطُّوفانُ، والإِعْصارُ
فافْرُشْ لَهُمْ وَرْدَ القلوبِ فإنَّهم
سِرٌّ وَشَتْ بِجلالِهِ الأسحارُ
فَهُمُ إذا طلعَ الصَّباحُ ضياؤهُ
وهُمُ إذا جَنَّ الدُّجَىٰ أقْمارُ
آياتُهم في العالمينَ: طهارةٌ
وحَمِيَّةٌ، وعزيمةٌ، وفَخَارُ
غارتْ نُجومُ العُرْبِ دونَ مَضائهمْ
ونُجومُهم في المَعْمَعاتِ أَغارُوا
بُخلاءُ بالألم المُمِضِّ وإنَّهمْ
كُرَماءُ بالدَّمِ، ثلَّةٌ أطْهارُ
طارتْ قلوبُ الغاصِبينَ لبأسهمْ
إنْ يسمعوا وَقْعَ الصَّياصي طارُوا
يَتسابَقُونَ إلىٰ الشَّهادةِ حُفَّلاً
وكأنَّها وِرْدٌ إليهِ سارُوا
أرأيتَ قادةَ أمَّةٍ أمثالَهم
رَخُصتْ علىٰ مَنْ باعَها الأَعْمارُ
مَدَّتْ إلىٰ نَهْر الهُدىٰ أجسادَها
جِسْرًا عليهِ يَعْبُرُ الأحرارُ
بِسُقوطِنا نَعْلُو، وهُمْ بِعُلُوِّهمْ
سَقَطُوا، ونَصمدُ والطُّغاةُ انْهارُوا
نِيرانُ أهلِ الكُفرِ جَنّةُ مُؤمنٍ
وجِنانُهُمْ يومَ القِيامَةِ نارُ
ولذاكَ يَهوَىٰ الموتَ طِفلٌ ثائرٌ
إنَّ الرَّدىٰ – في شَرْعِهِ – أقدارُ
شتَّانَ بينَ عقيدةٍ لا تَنْحَنِي
وعقيدةٍ عَرَّابُها الدَّولارُ
مِنْ بَحْرِ غزَّةَ يَطلُعُ الثّوارُ
وَبِحُبِّهم تتفجَّرُ الأشعارُ
ولهمْ نسجتُ قصائدي وزرعْتُها
زَهْرًا، تَغارُ لِسِحْرِهِ الأزْهارُ
ايمن العتوم