أَمَا أَنَى لِلَيَالِي السَّعْدِ أنْ تَدنُوْ؟
وَجَامِحَاتِ الأمَانِي الغُرِّ أنْ تَعنُوْ؟
أبِيتُ أَرعَى نُجُومَ اللَّيلِ مُجتهِدًا
وليسَ لي حاجةٌ فيها ولا شَأْنُ
وإنما مَنْ يُقِضُّ الهمُّ مَضْجَعَهُ
وَلَم يَجِدْ حِيلةً يُمسي لها يَرنُو
ما راقَنِي في الورى لَهْوٌ أُسَرُّ به
وهل يَروقُ فُؤَادَ المُثْكَلِ الدَّجْنُ؟
لولا العُلا ما جَفَا جَفْنِي الرُّقَادَ ولا
رَمَى براحِلتِي في مَهْمَهٍ ظَعْنُ
أمسيتُ نِضْوَ هُمُومٍ لا يَنُوءُ بِها
قلبي، ولا يَسْتَقِرُّ الدَّهرَ لي ذِهْنُ
ليلٌ طَويلٌ وَعَينٌ حَشْوُهَا أَرَقٌ
وَلاعِجٌ في رُبُوعِ القلبِ مُسْتَنُّ
ومن تَضِقْ نفسُهُ ذَرعًا بِنَازلةٍ
فالأرضُ قاطِبَةً في عَينِهِ سِجْنُ
إليكَ أشكُو إلهِي ما مُنِيْتُ بِهِ
فليسَ لِي وَزَرٌ إلّاكَ أو حِصنُ
فَامْدُد إليَّ يدًا ما دامَ بي رَمَقٌ
ما قيـمةُ الماءِ إمَّا قد ذَوَى الغُصْنُ؟
ما زلتُ أستشرفُ الأيامَ مرتقبًا
أيَّانَ يَقرعُ بَابَ الأُمَّةِ اليُمْنُ
فقد فَشَا البغيُ في أرجائها وطغى
فيها الفسادُ وسَادَ الضَّربُ والطعنُ
فليتَ شِعرِيَ هَلْ للنّصْرِ من عِدَةٍ
وهل يَفِيءُ إليها العِزُّ والأمـــنُ؟
عزت المخلافي