رواية حنين جذع النخلة على رسول الله (وآلـﷺـه) وفيه ما يدل على فضل أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
مضمون الحادثة:
ورد في تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام انه كان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه:يا رسول الله (وآلـﷺـه) إن الناس قد كثروا، وأنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت. فلو أذنت [في] أن نعمل لك منبرا له مراق ترقاها فيراك الناس إذا خطبت. فأذن في ذلك.
فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حنّ إليه ذلك الجذع حنين الثكلى، وأنّ أنين الحبلى، فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وارتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعا بينا.
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك نزل عن المنبر، وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده، وقال:
أسكن فما تجاوزك رسول الله صلى الله عليه وآله تهاونا بك، ولا استخفافا بحرمتك ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله. فهدأ حنينه وأنينه
وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منبره، ثم قال:
معاشر المسلمين هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه وفي عباد الله - الظالمين أنفسهم - من لا يبالي: قرب من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بعد [و] لولا أني ما احتضنت هذا الجذع، ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه [وأنينه] إلى يوم القيامة.
وإن من عباد الله وإمائه لمن يحن إلى محمد رسول الله وإلى علي ولي الله كحنين هذا الجذع، وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين [الطاهرين] منطويا، أرأيتم شدة حنين هذا الجذع إلى محمد رسول الله؟
كيف هدأ لما احتضنه محمد رسول الله ومسح يده عليه؟ قالوا
: بلى يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والذي بعثني بالحق نبيا، إن حنين خزان الجنان وحور عينها وسائر قصورها ومنازلها إلى من يتولى محمدا وعليا وآلهما الطيبين ويبرأ من أعدائهم، لأشد من حنين هذا الجذع الذي رأيتموه إلى رسول الله.
وإن الذي يسكن حنينهم وأنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم - معاشر شيعتنا - على محمد وآله الطيبين، أو صلاته لله نافلة، أو صوم أو صدقة.
وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد وعلي ما يتصل [بهم] من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين، ومعونتهم لهم على دهرهم، يقول أهل الجنان بعضهم لبعض: لا تستعجلوا صاحبكم، فما يبطئ عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان باسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين.
وأعظم من ذلك - مما يسكن حنين سكان الجنان وحورها إلى شيعتنا - ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا على التقية واستعمالهم التورية ليسلموا بها من كفرة عباد الله وفسقتهم فحينئذ يقول خزان الحنان وحورها:
لنصبرن على شوقنا إليهم [وحنيننا] كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم وأئمتهم، وكما يتجرعون الغيظ ويسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته.
فعند ذلك يناديهم ربنا عز وجل: " يا سكان جناني ويا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم
إخوانهم المؤمنين، والاخذ بأيدي الملهوفين، والتنفيس عن المكروبين، وبالصبر على التقية من الفاسقين والكافرين، حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الأحوال وأغبطها فأبشروا ".
اللَّهُمَّ ⚘صَلِّ عَلَى⚘ مُحَمَّدٍ وَ آل⚘ ِمُحَمَّدٍ⚘
.
اللهم ثبتنا على ولاية ومحبة محمد و آل محمد ( صلى الله عليه؛وآله وسلم)
صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد و آل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته