بِمَ التَّفَاؤُلُ لا (شَامٌ) ولا (يَمَنُ)ولا (عِراقٌ) ولا (مِصرٌ) ولا (وَطنُ..)
تُسبَى العُروبَةُ ثكلى لا عَزاءَ لها
وما اعتَرَى أحَدًا همٌّ ولا حَزَنُ
لا درَّ دَرُّ وَضِيعٍ لا يَثُورُ لَهُ
دَمٌ ، ولا يَنْثني عن جَفنِهِ وَسَنُ
تضَعضَعت أُمَّةُ الإسلامِ وامْتُهِنَتْ
ونَحنُ كالصُّمِّ لا عينٌ ولا أُذُنُ
ما زال يَفشُو بها الداءُ العياءُ إلى
أن باتَ يَعصِفُ في أحشائها العَفَنُ
فَسَلْ (فَ لَ س طِ ي نَ) ما ذاك الأنينُ وَسَلْ
(دِ مَ ش قَ) ما خطبُهَا تُرزَا وتُمتَحَنُ
لولا التَّخَاذُلُ ما شَالَت نعامتُنا
ولا قَلَتْ (مَأرِبًا) رغمَ الإخَا (عَدَنُ)
إن السِّيوفَ التي كنا نَهِيبُ بِهَا
في كُـــلِّ نازلةٍ قد فَلَّها الزَّمَنُ
حتى الطيور التي كانت تُرافِقُنَا
يَومَ الوَغَى اغْتَالَهَا من كان يُؤتَمنُ
تبكي المعاهِدُ من هجرانها أسفًا
وتشتكي وحشةً من أهلها المُدُنُ
سَادَ الغَلاءُ لَدَى أَسْوَاقِ أُمّتِنَا
فاليومَ أرخصُ ما في سُوقِهَا الكَفَنُ
يا من على مَضَضٍ تُغْضُون أعيُنَكُمْ
كيف التَّغاضِي وَعِرضُ العُربِ يُمتَهَنُ؟
أَمَا أَنَى أنْ تَهُبُّوا من رُقَادِكُمُ؟
فتُسْرِجُوا الخَيلَ والأسيَافَ تَقتَرِنُوا
فَهَا هِيَ (ا ل قُ د سُ) تدعُوكُمْ لِنَجدَتِهَا
فما لكُمْ لا يَنِي يَثنِيكُمُ الوَهَنُ؟
إن لم تكن غيرةٌ للدِّينِ في دَمِكمْ
فَنَخْوةٌ يَرتَضِيها العِرضُ والوَطَنُ
ما في مجالسِكُم للشَّعبِ من عِوضٍ
إن ماتَ قهرًا ولا فيها له ثَمَنُ
ما كلُّ قَولٍ يُقَالُ اليَوْمَ مُعتَبَرٌ
تَجرِي الحُرُوبُ بِما لا تَعلَمُ الهُدَنُ
يا رَبُّ قَيِّضْ لهذا الأمرِ (مُعتَصِمًا)
أو (خالدًا).. لا يَنِي فِيهِ ولا يَهِنُ
لا عِزَّ إلا إذا ما الدِّينُ عَزَّ وَلَنْ
يَعِزَّ ما لم يَعِزّ النُّورُ والسُّنَـــنُ
عزت المخلافي