بدمي، وأشواق الذين تَغرَّبوا لوَّنتُ خارطةَ البَلَدْ
وبكلِّ آياتِ الترحُّلِ في الطريقِ
بكلِّ جُرحٍ في الجَسَدْ
أقسمتُ أنّي لنْ أخَونْ
حين الخيانة مَخرجَ الجبناءِ
مِنْ وجهِ الخصومِ فيَرْحَلُونْ
والخيلُ تَصهلُ لا أَحَدْ
باقٍ أنا؛ عهدي وسكِّيني
وحنجرة الظَّلامِِ إلى الأَبَدْ
إنْ خنتُ مثل الناسِ
ما معنى اخْتلافي؟! مَنْ أكُونْ؟
فالأرضُ أرضي والدِّيَارْ
داومتُ أنْ أبني فمي
زيتاً وقافيةً وَنَارْ
وبقيتُ لا أرتدُّ عَنْ
معنى انْدفاعي
للترابِ، وللشَّجَرْ
عَنْ نكهةِ البُنِّ الأصيلِ
وكلِّ ما كتبَ المَطَرْ
داومتُ حتّى أنّني
لم أستطعْ إهداء أمّي
قُبلةً أو وردةً أو موعداً
حينَ الحنين يشدُّ أفئدةَ الأمومةِ لِلْوَلَدْ
حينَ الحنين يشدُّ أجزائي إلى نبعِ الحنانِ
إلى عناقٍ دافئٍ أنسى بهِ حزني
وحزنُ الأرضِ في هذا السَّفَرْ
في كلِّ ثانيةٍ أراها في المكانِ
وفي وجوهِ العابرينَ تقول: هَلْ
ضيَّعتَ يا ولدي الأَثَرْ؟!
فأصيحُ يا أمّي المَدَدْ
يا أرضنا المددَ .. المَدَدْ
يا أمّنا هذي مساحات اليدين فعانقيني
شُدِّي وثاقي حين يأخذني زمانُكِ أشهديني
أنْ لا طريق سوى الطريق إلى الدّّيَارْ
أنْ لا أحَدْ
غير الذي يشتاق أن يأتي النَّهَارْ
خليل نعمان