باكستان تطرد سفير إيران وتستدعي سفيرها من طهران
أحد شوارع منطقة بنجغور في مقاطعة بلوشستان | أ ف ب
طردت باكستان، أمس، السفير الإيراني لديها، بسبب «انتهاك «صارخ» للسيادة الباكستانية»، عقب هجوم صاروخي نادر شنته إيران أول من أمس، أسفر عن وقوع ضحايا بين قتيل وجريح، فيما استدعت إسلام آباد سفيرها من طهران، احتجاجاً على القصف الإيراني للأراضي الباكستانية.
ووفق مراقبين، تمثل الخطوة زيادة حدة التوترات بين البلدين، خاصة أن الحكومة الباكستانية أعلنت أنها «تحتفظ بحق الرد على هذا العمل غير القانوني»، أتبعته بالطرد والاستدعاء.
وأدانت إسلام آباد بشدة الهجوم الإيراني، ووصفته بـ«الانتهاك الصارخ للسيادة الباكستانية». وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الباكستانية أنه جرى إبلاغ الحكومة الإيرانية بقرار الطرد، وأضافت الوزارة إنه لن يتم السماح له بالعودة إلى باكستان في الوقت الراهن.
كما شدد البيان على «تعليق كل الزيارات، رفيعة المستوى الجارية أو المقرر لها بين باكستان وإيران في الأيام المقبلة». وتابع: «المسؤولية عن العواقب سوف تقع مباشرة على عاتق إيران».
ودمرت الضربات الإيرانية، داخل إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان، قاعدتين لجماعة «جيش العدل»، التي تندرج تحت بند الإرهاب ضمن تصنيفات طهران. بينما ذكر بيان الوزارة «لطالما قالت باكستان إن الإرهاب تهديد مشترك لجميع الدول في المنطقة، وإنه يقتضي تحركاً منسقاً»، وأكمل: «مثل تلك الأفعال الأحادية لا تتماشى وعلاقات حسن الجوار ويمكن أن تقوّض الثقة الثنائية».
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن طهران استهدفت في باكستان، المجاورة لبلاده، «مجموعة إرهابية إيرانية». وقال عبداللهيان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، «فيما يتعلق بباكستان، لم يتم استهداف أي من مواطني البلد، الشقيق والصديق، بصواريخ، ومسيّرات إيرانية»، بل «تم استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية».
وأضاف إن «هذه المجموعة وجدت ملاذاً في بعض المواقع بولاية بلوشستان»، و«قامت بعدة عمليات في ايران، خصوصاً العملية في مقر شرطة راسك» بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية بين باكستان وأفغانستان، أسفرت عن مقتل 11 عنصراً من الشرطة الإيرانية، ديسمبر الماضي».
وأكد عبداللهيان أنه تم بحث هذا الملف «عدة مرات مع المسؤولين الباكستانيين».وقال: «نحترم سيادة ووحدة أراضي باكستان، لكننا لن نقبل بأن يتم تهديد أمننا القومي، وليس لدينا أي تحفظ أو تردد حين يتعلق الأمر بمصالحنا القومية».
في الغضون، دعت الصين، باكستان وإيران، إلى «ضبط النفس». وقالت الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «نناشد الطرفين ضبط النفس، وتجنب الأعمال التي قد تفضي إلى تصعيد التوتر، والعمل معاً لحفظ السلام والاستقرار».