قصة وليد الكعبة
احداث هذه القصة تدور حول مولود عظيم الشان ولد في جوف الكعبة المشرفة بحادثة فريدة من نوعها حيث لم يسبقه او يلحقه في ذلك مولود قط منذ خلق الله الارض الى يوم القيامة
قال الراوي يزيد بن قعنب :
( كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) _ وهو احد شخصيات اهل مكة _ وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) _وهي زوجة سيد قريش المعروف بابي طالب (عليه السلام)_ وكانت حاملاً بمولودها المقدس لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق فقالت:
« يا رب إني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدّقة بكلام جدي إبراهيم الخليل عليه السلام، وإنه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت والمولود الذي في بطني إلا ما يسرت علي ولادتي »
قال الراوي :
فرأيت البيت قد انشق عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله
فرحنا نحاول أن نفتح قفل الباب! فلم ينفتح
فعلمنا أنّ ذلك من أمر الله تعالى...
_ فاخذ اهل مكه يتناقلون هذا الخبر العظيم الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ فصارت الرجال تحدث الرجال والنساء تحدث النساء والغلمان يتحدثون بينهم بما حصل مع فاطمة بنت اسد (سلام الله عليها)حيث انها بقيت في داخل الكعبة ثلاثة ايام_
احداث القصة داخل الكعبة
قال أبو طالب (عليه السلام) _وهو سيد اهل مكة و والد ذلك المولود_ : لما مر من الليل الثلث أخذ فاطمة بنت أسد _عليها السلام_ ما يأخذ النساء عند ولادتها فقرأت عليها الأسماء التي فيها النجاة فسكن بإذن الله تعالى فقلت لها:
أنا آتيك بنسوة من أحبائك ليعينوك على أمرك، قالت: الرأي لك فاجتمعن النسوة عندها فإذا بهاتف يهتف من وراء البيت أمسك عنهن يا أبا طالب فان ولي الله لا تمسه إلا يد مطهرة.فلم يتم الهاتف كلامه حتى أتى محمد بن عبد الله ابن أخي فطرد تلك النسوة وأخرجهن من البيت وإذا أنا بأربع نسوة قد دخلن عليها وعليهن ثياب من حرير بيض وإذا روايحهن أطيب من المسك الأذفر فقلن:
السلام عليك يا ولية الله فأجابتهن بذلك فجلسن بين يديها ومعهن جونة من فضة فما كان إلا قليلا حتى ولد أمير المؤمنين عليه السلام فلما إن ولد بينهن فإذا به قد طلع عليه السلام فسجد على الأرض وهو يقول: اشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له واشهد أن محمداً رسول الله تختم به النبوة وتختم بي الوصية.
فأخذته إحداهن من الأرض ووضعته في حجرها فلما حملته نظر إلى وجهها ونادى بلسان طلق يقول:
السلام عليك يا أماه
فقالت: وعليك السلام يا بني، فقال: كيف والدي؟
قالت: في نعم الله عز وجل
فلما إن سمعت ذلك لم أتمالك أن قلت: يا بني أو لست أنا أباك؟
فقال: بلى ولكن أنا وأنت من صلب آدم فهذه أمي حواء فلما سمعت ذلك غضضت وجهي ورأسي وغطيته بردائي وألقيت نفسي حياء منها عليها السلام ثم دنت أخرى ومعها جونة مملوءة من المسك فأخذت عليا عليه السلام فلما نظر إلى وجهها
قال: السلام عليك يا أختي، فقالت وعليك السلام يا أخي
فقال: ما خبر عمي؟
قالت: بخير فهو يقرأ عليك السلام،
فقلت: يا بني من هذى ومن عمك؟
فقال: هذه مريم ابنة عمران عليها السلام وعمي عيسى عليه السلام فضمخته بطيب كان معها من الجنة.
ثم أخذته أخرى فأدرجته في ثوب كان معها
فقال أبو طالب: لو طهرناه كان أخف عليه وذلك أن العرب تطهر مواليدها في يوم ولادتهم
فقلن: إنه ولد طاهراً مطهراً لأنه لا يذيقه الله حر الحديد إلا على يدي رجل يبغضه الله تعالى وملائكته والسماوات والأرض والجبال وهو أشقى الأشقياء
فقلت لهن: من هو؟
قلن: هو عبد الله بن ملجم لعنه الله تعالى، وهو قاتله بالكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلى الله عليه وآله
ثم قال الراوي أبو طالب (عليه السلام) : فأنا كنت استمع قولهن، ثم أخذه محمد بن عبد الله _(وآلـﷺـه)_ ابن أخي من أيديهن ووضع يده في يده وتكلم معه وسأله عن كل شيء فخاطب محمد (وآلـﷺـه) عليا وخاطب عليٌ محمدا _صلوات الله عليهم _باسرار كانت بينهما.
ثم غابت النسوة فلم أرهن فقلت في نفسي ليتني كنت أعرف الامرأتين الآخرين وكان علي عليه السلام أعلم بذلك فسألته عنهن
فقال لي: يا أبت أما الأولى فكانت أمي حواء، وأما الثانية التي ضمختني بالطيب فكانت مريم ابنة عمران، وأما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية، وأما صاحبة الجونة فكانت أم موسى عليه السلام.
الاحداث التي حصلت ليلة الولادة
هناك راوي اخر يعرف باسم جابر الانصاري يروي لنا احداث ليلة الولادة
حيث سال هذا الراوي صاحبه الذي كان شاهدا في تلك الاحداث وهو محمد بن عبد الله (و آلـﷺـه) وهو سيد الخلق من العرب والعجم وهو ابن عم ذلك المولود حيث ساله عن احداث ليلة ولادة ذلك المولود المقدس
فقال (وآلـﷺـه) :
فلما كان في الليلة التي ولد فيها (عليه السلام) أشرقت الأرض وتضاعفت النجوم فأبصرت من ذلك عجبا فصاح بعضهم في بعض وقالوا: إنه قد حدث في السماء حادث ألا ترون إشراق السماء وضياءها وتضاعف النجوم بها قال:
فخرج أبو طالب وهو يتخلل سكك مكة ومواقها وأسواقها وهو يقول لهم:
أيها الناس ولد الليلة في الكعبة حجة الله تعالى وولي الله فبقي الناس يسألونه عن علة ما يرون من إشراق السماء فقال لهم: أبشروا فقد ولد في هذه الليلة ولي من أولياء الله عز وجل يختم به جميع الشر ويتجنب الشرك والشبهات ولم يزل يذكر هذه الألفاظ حتى أصبح فدخل الكعبة وهو يقول هذه الأبيات:يا رب رب الغسق الدجيّ *** والقمر المنبلج المضيّ
بين لنا من حكمك المقضي *** ماذا ترى لي في اسم ذا الصبي
فسمع هاتفا يقول:
خصصتما بالولد الزكي *** والطاهر المطهر المرضي
إن اسمه من شامخ علي *** علي اشتق من العلي
احداث اليوم الرابع من الولادة وما بعده
يقول الراوي يزيد بن قعنب:
ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثم قالت:
إني فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسيا بنت مزاحم عبدت الله سراً في موضع لا يحب الله أن يعبد فيه إلا اضطراراً، وأن مريم بنت عمران حضرت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف وقال:
يا فاطمة سميه علياً، فهو علي، والله العلي الأعلى، يقول: اشتققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، وأوقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه.
قالت: فولدت علياً ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم _ وهو محمد بن عبد الله ابن عم المولود _ ثلاثون سنة، فأحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حباً شديداً وقال لها:
«اجعلي مهده بقرب فراشي».
وكان _اي محمد_ صلى الله عليه وآله وسلم يلي أكثر تربيته، وكان يطهر علياً في وقت غسله، ويوجره اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته
ويحمله على صدره ورقبته، ويقول:
«هذا أخي وولي وناصري، وصفي، وذخري، وكهفي، ومهري، ووصيي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيتي، وخليفتي».
وكان رسول الله _اي محمد_صلى الله عليه وآله وسلم يحمله دائماً ويطوف به جبال مكة وشجامها وأوديتها وفجاجها صلى الله على الحامل والمحمول ).
وبقي هذا المولود مع ابن عمه محمد بن عبد الله صلى الله عليهما والهما في حله وترحاله في امنه وسلمه وحربه حتى صار حتى صار حاكما على على المسلمين فحكم بين المسلمين بالعدل والقسط ولم يفرق بين المسلمين بين العرب والعجم منهم حتى قُتل في مسجد الكوفة على يد الملعون عبد الله بن ملجم بسيف مسموم في الواحد والعشرين من شهر رمضان اثناء ادائه لصلاةالفجر فبقي ثلاثه ايام يعاني من الالم حتى استشهد صلوات الله عليه
فحمله ابناءه الحسن والحسين عليهم السلام بعد شهادته ودفناه في النجف الاشرف
اللَّهُمَّ⚘ صَلِّ⚘ عَلَى⚘ مُحَمَّدٍ وَ آل⚘ ِِمُحَمَّدٍ⚘ وَعَجِّلْ⚘ فَرَجَهُمْ
~~~~~~~
القاص الاستاذ طالب الربيعي
و احداث القصة جميعها وقعت فعلا في التاريخ
~~~~~~~~~~~~
⚘يـــــا عــلـــــي مـــــــدد⚘