يحكى ان اعرابيين كانا في سفر فشاهدا سوادا من بعيد فقال احدهما هذه قطا (نوع من الطيور) وخالفه الاخر فقال بل هي عنز واشتد خلافهما فتراهنا عليه، وعندما اقتربا طار القطا فنظر الاول الى الثاني نظرة انتصار، فبادره الثاني قائلا سبحان الله (عنز يطير)، وقد ذهب هذا مثلا على العزة بالإثم.
وهذا حال بعضنا فبعد عشر سنوات من الفشل في الاداء الحكومي، وفشل في الخدمات وامن هش، و قرارات غايتها خداع المواطن لكسب الاصوات ولا علاقة لها بمصلحته، فالفساد المستشري في كل الدوائر الحكومية، ومنها الدفاع والداخلية وخير دليل على ذلك هروب السجناء المستمر والاختراقات المتكررة، ابرزها كان الهجوم على وزارة العدل.
فضلا عن المنظومة الامنية الفاشلة تقنيا وهي الاضعف في المنطقة، فأجهزة الكشف اغلبها معطل على الحدود، وجهاز بائس يستخدم في محطات الغسل والتشحيم يتواجد في كل السيطرات الداخلية للمدن للكشف عن المتفجرات!!
ولاننسى الواقع الصحي المتردي، من حيث انتشار الامراض والأوبئة والسرطان وزيادة الولادات المشوهة وحوادث الموت المبكر، مع عدم وجود احصائيات وأبحاث عن الأسباب والمستشفيات الاهلية والحكومية التي تعاني من نقص في الكوادر والمعدات.
وقطاع تربوي متأخر تزايدت فيه حالات الرسوب، والاعتماد على محاولات الغش وشراء الاسئلة وانتظار الدور الثالث والرابع، الى جامعات تقبع في نهاية الترتيب العالمي للجامعات، وعدد ابحاث خجول وبراءات اختراع تستغرق سنين عديدة للاعتراف بها.
وبلد يملك نهرين واكثر اراضيه متروكة بلا زراعة ولا سكن بينما يستورد طعامه من دول الجوار، واغلب مواطنيه لا يملكون سقفا يحمي عائلاتهم من برد الشتاء وحر الصيف.
وحكومة تتخبط لا تعرف لها عدو من صديق، فاصدقاء اليوم قد يكونواعداء الغد والعكس صحيح، وقرارت يتم اتخاذها والتراجع عنها حسب المصلحة الانتخابية، منها الغاء البطاقة التموينية لعدم السيطرة على حالات الفساد(بالرغم من تبرئة السوداني وعدم القبض على أي مسؤول فاسد!!) ومن ثم ارجاعها بعد الضغط الشعبي، واحتساب براءة ذمة من الكهرباء كجزء من المستمسكات الضرورية لأجراء أي معاملة لزيادة مديونية المواطنين لوزارة الكهرباء ( ولم يكلف المسؤول نفسه السؤال عن سبب هذه المديونية، ولماذا يمتنع المواطن عن دفعها وليس من اهتماماته ان اغلبها ديون وهمية وضعت تقديريا ولا تعتمد على استهلاك المواطن الحقيقي للكهرباء) ومن ثم اخبار عن عدم اعتماد هذه الفقرة.
والتلويح بين فترة واخرى باحتمال محاربة المرجعية الشريفة، وتقريب الصرخي ووصفه من قبل قادتها بالمرجع العربي.
كل هذا وهناك من يريد ان لا ينتخب او يعيد انتخاب من هو موجود!!!
وعلى طريقة العنز الطائر حيث اصر احد الاخوة على موقف مغاير للمرجعية فاتفقنا معه ان نذهب للمرجع الديني بشير النجفي (دام الله ظله الوارف) وعند سؤاله كان جوابه واضحا بعدم انتخاب من يملك وزيرا او مسئولا متنفذا بالحكومة فعندما خرج قلنا له: هل فهمت. فهز راسه مؤكدا فرددنا عليه هل اقتنعت. قال: طبعا الله يحفظنا ابو اسراء!!!