الدكتور نجيب محفوظ
ربما لا يعرف الكثيرون أن الأديب المصري الشهير نجيب محفوظ الفائز بجائزة نوبل للآداب في العام 1988، اختارت له أسرته هذا الاسم تيمنا باسم أشهر طبيب مصري في أمراض النساء والولادة.
ففي 11 ديسمبر من العام 1911، قام المواطن المصري السيد عبد العزيز باستدعاء طبيب شهير لمتابعة حالة ولادة متعسرة وصعبة لزوجته، وتمت الولاة بنجاح، وبعد جهد كبير، ونتيجة لشدة الفرحة من نجاح عملية الولادة وخروج المولود للنور سليما وبقاء الأم على قيد الحياة، قرر الأب إطلاق اسم الطبيب المعالج على اسم طفله، وكان هذا الطفل هو الأديب العالمي نجيب محفوظ.
وحصل الباحث المصري في التاريخ حسام الحريري على صور لوصفات طبية وصورة أخرى نادرة لهذا الطبيب الذي كانت له بصمات في تاريخ الطب بمصر، وكان له دور بارز في مواجهة وباء الكوليرا الذي اجتاج البلاد في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث سافر إلى أسيوط ليعرف مصدر الوباء، وحدد مصدره وحاصره وقضى عليه، كما أسس أول قسم لأمراض النساء والولادة في كلية الطب بالقصر العيني.
ويقول الباحث لـ"العربية.نت" إنه عثر على هذه الصور والوصفات وهي بخط يد الطبيب الشهير داخل ظرف خاص بأحد معامل التحاليل الطبية للتحاليل يخص إحدى المريضات، مضيفا أن تاريخ تلك الوصفة يعود إلى يوم 6 أكتوبر من العام 1936.
ويضيف الباحث المصري أن الطبيب الشهير من مواليد المنصورة فى 5 يناير عام 1882، وقد حاز شهرة عالمية خلال مشواره، بعدما قام بإجراء جراحات إصلاح الناسور المهبلي بأنواعه المختلفة ليتم عرض عملياته الجراحية في مستشفيات لندن وأكسفورد وإدنبره وجنوا ولوزان، مشيرا إلى أنه حصل على وسام النيل عام 1919، وجائزة الملك فاروق للعلوم الطبية في العام 1951، وحصل أيضا على وسام الاستحقاق وقلادة النيل العظمى.
المفاجأة التي غيرت مسار حياة هذا الطبيب – كما يقول الحريري - كانت واقعة مؤلمة تعرض لها في العام 1902 حيث كان يعمل طبيبا للتخدير في الإسكندرية واصطحبه وكيل المستشفى إلى حالة ولادة متعسرة ليقوم بتخدير المريضة، وشاهد خطأ طبيا قاتلا أدى لانفصال رأس المولود داخل الرحم ومن ثم وفاته، حيث قرر بعدها أن يتخصص في أمراض النساء والتوليد.
واشتهر الطبيب نجيب محفوظ وذاع صيته واستدعاه الملك فؤاد ملك مصر وقتها لإجراء ولادة الملكة نازلي، كما استدعاه أثناء ولادة الملكة فريدة، فذاع صيته في العائلة الملكية.
يذكر أنه قبل سنوات قليلة افتتحت كلية الطب بقصر العيني متحفاً يحمل اسم الدكتور نجيب محفوظ يحتوي على 3000 نموذج لمجسمات وعمليات وحالات طبية قام بها الطبيب الراحل ليكون شاهدا على قصة وتاريخ وحياة أول طبيب تخصص في أمراض النساء بمصر.