بالصور.. لؤلؤة المتوسط "عاصمة الصابون الطبي" تستقبل زوارها بحزمة من الفعاليات

ثاني أكبر مدن فرنسا من حيث عدد السكان.. و"طيران ناس" يسيّر رحلة إليها لأول مرة


تسمى بالمدينة الساحرة التي تعد أقدم مدن فرنسا وثاني أكبر مدنها، وتُعرف أيضًا بلؤلؤة البحر الأبيض المتوسط؛ نظراً لطبيعتها المميزة التي تزيدها روعةً وجمالًا، حيث تضم المدينة في أرجائها العديد من المعالم التاريخية الثرية والمميزة، وفيها الكثير من المقومات التي تجذب السياح من كل أنحاء العالم.
إنها مرسيليا؛ تلك المدينة العريقة التي تقع في جنوب فرنسا على سواحل البحر المتوسط، ويعدّ ميناؤها أكبر الموانئ التجارية في المتوسط وفرنسا على الإطلاق، ويقام على أرصفته العديد من الفعاليات الموسمية التي تناسب كل الأوقات، وهي مركز لجاليات إسلامية وعربية كبيرة، وتمثّل أولى مدن أوروبا ذات الكثافة السكانية الإسلامية.
وتضم مرسيليا قصر لونغشامب أحد أهم الأماكن السياحية فيها، إذ يحتوي على متحف خاص بالفنون الجميلة إضافة إلى متحف لتاريخ المدينة الطبيعي، وتحيط بالقصر حديقة ونغشان بارك حيث أُنشئ القصر احتفالاً بحفر قناة مرسيليا في أواخر العام 1839 على يد الدوق أورليانز، لكن أعمال البناء استغرقت 30 عامًا؛ بسبب نفقات التشييد الباهظة.
وتتمتع مرسيليا بطبيعة ساحرة من مياه كريستالية تعكس زرقة السماء ورمال ذهبية ناعمة، بالإضافة إلى قلعة شاتو دي إيف ذات التاريخ والطبيعة الرائعة، وتقع القلعة في أرخبيل فريول، وتحيط بالقلعة الخلجان المحميّة بالمياه الفيروزية والشواطئ البكر والجداول الرملية ومنحدرات الحجر الجيري في إطلالة مذهلة، وبفضل أشعة الشمس الساطعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ينعكس الضوء بشكل مذهل على المياه، ويسمح المناخ المميز بأن تزدهر أنواع من الأزهار النادرة.
كما يوجد بالمدينة متحف الحضارات في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وهو مجمع مذهل من ثلاثة مواقع مختلفة ويتميز بتصميمه العصري الفريد المغطّى بألواح من المعدن والزجاج المرقّط، كما أنه أول متحف في العالم يخصص لتراث البحر المتوسط ويتصل بقلعة سان جان الأثرية عن طريق جسر معدني، ويضم المتحف ما يقرب من مليون قطعة أثرية، ويتميز بالكمّ الهائل من الاكتشافات الموجودة فيه، فمن خلال معارض المتحف والمحاضرات وعرض الأفلام يمكن للزوار استكشاف تاريخ الحضارة المتوسطية.
ويضم شارع باراديس الذي يضم متاجر لبيع العلامات التجارية الراقية وبجوارها المحال الصغيرة التقليدية، كما أن أكثر ما يميز التسوّق في مرسيليا هو وجود سلاسل تجارية محلية في كل الشوارع مثل محال الملابس الشعبية والراقية، إضافةً إلى المطاعم التي تقدّم أشهى المأكولات الفرنسية ومحال البقالة التقليدية والمخابز التي تعود إلى عقود.
إضافة إلى ما سبق، تتمتع مرسيليا بمناخ لطيف معظم أيام السنة وفن الطهي اللذيذ للأسماك الطازجة والمأكولات البحرية القادمة من القوارب التي تُغادر كل يوم للصيد من مينائها التاريخي الرائع.
كما تتميز مرسيليا بالصناعة الأشهر على مستوى العالم وهي الصابون الفرنسي الطبيعي وهو منتج طبيعي وتم تسميته بـ"صابون مرسيليا" الشهير ويتم تصنيعه من زيت الزيتون بشكل رئيسي على أن يضاف إليه زيت الغار بنسب متفاوتة حسب جودته؛ ومن أبرز مكوناته: زيت الزيتون من الصنف الممتاز بعد عصره على البارد، ومن ثم تسخينه مع الصودا الطبيعية ومزجه مع زيت الغار، وعند إنتاجه بالطريقة التقليدية، يتم تسخينه في قدور كبيرة، ثم يُقطّع العجين الذي تم الحصول عليه إلى مكعبات، ويجفف تحت الشمس لمدة 10 أشهر.
ومؤخرًا سيّرت "طيران ناس" رحلة إلى مرسيليا لأول مرة، كما أن هناك طيرانًا من القطرية والإماراتية مباشرة.