شبح الحرب الأهلية يهدد السودان مع تسليح المدنيين
مع اتساع دائرة التسليح والاستنفار للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة السودانية، في جميع المدن الخاضعة لسيطرة الجيش، في إطار ما تُعرف بـ«المقاومة الشعبية»، تزداد مخاوف سودانيين من اندلاع حرب أهلية.
ويضج الشارع السوداني ونخبه السياسية بخلافات واسعة عقب رواج تبني الجيش تسليح المواطنين لمواجهة تقدم قوات الدعم السريع، فعده بعضهم خياراً لمنع فقدان المزيد من السيطرة على ولايات بدأت تتساقط وحداتها العسكرية من بين أصابع الجيش، بينما عده آخرون بداية لحرب أهلية لا يمكن التحكم فيها في السلاح.
انضمام
وتنشط ما تُعرف بـ«المقاومة الشعبية» في حشد الأهالي وتدريبهم على حمل السلاح في مناطق سيطرة الجيش؛ وانضم إلى صفوفها آلاف في ولايتي نهر النيل والشمالية شمالي السودان، وفي سنار والقضارف وكسلا وبورتسودان في الشرق، وفي النيل الأبيض وسط البلاد، للمشاركة مع القوات المسلحة في معركتها ضد قوات «الدعم السريع».
وبقول مراقبون إن ما يتم التجهيز له هو وصفة لإشعال حرب أهلية، ووضع المواطنين في مواجهة إخوانهم بعدما فشلت تحركات سابقة عقب اندلاع شرارة الحرب في الوصول إلى هذه النقطة في إقليم دارفور، وجرى كبت مكونات إعادة إنتاج الحرب الأهلية السابقة في هذا الإقليم، وتمكنت حكمة قيادة الدعم السريع من التوصل إلى تفاهمات مع الحركات المسلحة والقيادات الأهلية لحفظ الأمن.
وفي المقابل يشير بعض آخر بأن قرار حمل المدنيين السلاح خشية تكرار سيناريو مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان التي سيطرت عليها قوات «الدعم السريع» الشهر الماضي، عقب انسحاب الجيش منها.
معارك
وقالت مصادر عسكرية في تصريحات لوسائط إعلام سودانية إن المعارك بين الجيش السوداني، وقوات «الدعم السريع»، تواصلت أمس في مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم.
وبحسب المصادر، فإن طيران الجيش السوداني، قصف بالمسيرات مواقع لقوات «الدعم السريع» في منطقة شرق النيل فيما حلقت الطائرات المُسيَّرة والحربية بأحياء الخرطوم شرقي وجنوبي الحزام والتي استهدفها الطيران بالبراميل المتفجرة... وردت قوات (الدعم السريع) بالمضادات الأرضية، بجانب استخدام مدافع (الهاون) التي استهدفت محيط القيادة العامة وسلاح الإشارة.
وكانت قوات «الدعم السريع» قد سيطرت على ولاية الجزيرة قبل أيام، وأحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور الواقع في غربي السودان، ومن ذلك فِرق ومقار الجيش، إلى جانب سيطرتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.