النازحون السوريون في لبنان.. بارقة أمل على درب «العودة»


أطفال سوريون نازحون أمام خيمتهم في أحد مخيمات اللجوء | أرشيفية

وسط «تضعضع» داخلي حيال قضية النزوح السوري في لبنان، قفز إلى الواجهة إعلان المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري أنه لمس تغييراً إيجابياً في مواقف دول أوروبية من ملف النازحين، مرفقاً بإشارته إلى أن فريق عمل اختصاصياً يعكف حالياً على متابعة معلومات النازحين التي تسلمها لبنان من المفوضية العليا للاجئين مؤخراً، وعلى معالجة ولادات النازحين كي «لا يتحولوا إلى مكتومي القيد»، علماً أن الموقف الدولي من قضية النزوح «القديم» و«المستجد» كان، حتى الأمس القريب، غير مشجع للعودة الطوعية للسوريين، باعتبار أن الأرضية السورية غير جاهزة بعد لاستقبالهم، في حين كان الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل يوينو، أعلن أنه «لا عودة للنازحين السوريين في الوقت الحالي، ويجب مساعدتهم في لبنان»، فهل يمكن أن يمهد التبدل الذي تحدث عنه البيسري لفتح باب «العودة» في المرحلة المقبلة؟
وفي غمرة طوفان التصريحات من مختلف القوى السياسية حول ملف اللجوء السوري، وموجة النزوح المتدفقة من المعابر الحدودية غير الشرعية، تجدر الإشارة إلى أن التطورات المحلية والإقليمية المتسارعة كانت قذفت بملف النازحين السوريين إلى خلفية المشهد الداخلي في الأشهر الماضية، غير أن ذلك لا يعني أن التحدي الذي يمثله والخطر الذي يشكله على الديموغرافيا والأمن اللبنانيين لم يعودا ماثليْن، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيدها لـ«البيان»، من كون هذا الملف سيبقى يراوح سلباً في الداخل، إلى أن يتغير واقع من اثنين: السياسة الرسمية المتبعة في التعاطي مع هذه القضية، والموقف الدولي منها.
كما تجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش أعلنت، في بيان صدر عنها، إحباط محاولات تسلل نحو 700 سوري عبر الحدود اللبنانية - السورية، خلال الأسبوعين الفائتين.
وفي الانتظار، ارتفع منسوب الكلام عن أن لبنان الرسمي، ومهما صعد في المواقف، لن يبلغ خطوة إعادة السوريين إلى بلادهم خلافاً لإرادة المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، بينما ثمة إجماع على أن ملف النازحين السوريين بات الملف المتفجر الأكبر، إذ مع كل مسعى، يعود لبنان خائباً، نتيجة الضغوط التي تمارس وتعرقل أي مسعى لعودة النازحين إلى ديارهم، وذلك من بوابة كونها جزءاً من خطة إعمار سوريا، التي لم يُتفق في شأنها بعد، عربياً ودولياً.
أما التحدي الأساس، فيبقى ماثلاً، ومفاده: أين هو ملف لبنان المتماسك، دبلوماسياً، لطرح خيارات التعاطي مع عودة النازحين إلى ديارهم، لجهة المسارات والآليات، كالمعوقات؟
وفي السياق، يجدر التذكير بأن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وخلال ترؤسه وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدورتها الـ78 في نيويورك، في 21 سبتمبر من العام الفائت، أشار إلى أن عبء الموجات المتتالية من النزوح بات «يهدد وجود لبنان في الصميم».