يبحثُ المنفيُّ عن وطنه
كما الحبيبُ يبحث عن عاشقه.!
هو يدري أينَ يلقى موطنه
ويريدُ أن يعبرَ نحوهُ ولكِن
كلُّ المعابرِ نحو الأرضِ مُغلَقة.!
هو يعرفُ أنَّ الحاجزَ ماءٌ
ولكنّهُ يدركُ قبلَ أن يصلَ الشاطئَ
سيغرقونَ سفينته
أو يثقبونَ زورَقه.!
كي لا تطالَ رجليهِ الأرضَ المطهّرة
لأنّهم يخافونَ الأقدامَ الطاهرة
هو يدري بأنّ نضالهُ حقٌّ
ونيرانهُ حقٌّ ، وصوتهُ حقُّ
وكلُّ دروبَ الحقّ ِ لا تؤدّي
إلّا إلى المشنقة .!
ولكنّهُ ليسَ حرباءً يغيّر لونه
ولا هوَ نائمٌ كي يفتحَ عينه
هو يعلم أين الخائن موضعه
وأين مخبأهُ وفنادقه
ويدري بأنّ الجبانَ مهما
تقمّص ثوبَ الشجاعة
فصرخاتُ الموتى
لَن تحرّكَ بيدقاً مِن بيادقه
هو اختار هذا الطريق
فإمّا يشهرُ بندقيّتهُ
ويصارعُ حتّى الأخيرُ مِن رمَقه
أو يترك نفسهُ للغازي
كي يقتله ببنادقه.!
هو يعرفُ أنّ بني قومه
تخلّوا عنهُ
ومضوا يراقصونَ الزنادقة
ولكن يعرفُ أنّهُ الأملُ الوحيد
لهذهِ الأمّة المنافِقة
فيعبرَ بحراً أو يعبرَ برّاً
ليفدي نفسه لأجلِ أمّةٍ
أصبحت إلى عيونها في وحلِ
الخيانةِ غارقة.!
العيلامي