10 نصائح.. اقرأها قبل زيارة المانيا



لطالما ألصقت العديد من النعوت بالألمان. إما أنهم شعب منغلق أو متعجرف أو لئيم، لكن في الواقع من يتعرف اليهم ويفهم أسلوب حياتهم وثقافتهم، يغيّر تلك النظرة التعميمية، ويبدأ باكتشاف وجه آخر، مغاير تماماً لكل انواع التهم الملصقة بهم.
في هذا السياق، صدر كتاب في يناير/ كانون الثاني 2015، لآدم فلتشر المعروف بأسلوبه الطريف والساخر، يحمل عنوان "اجعلني ألمانيا" (Make me German). اللافت في الكتاب، إضافة الى محتواه، استخدام اللغة الإنكليزية المطعّمة بكلمات ألمانية. نتحدث عن هذا الإصدار، لأنه يساعد السائح كما الزائر، سواء في زيارة مهنية أو دراسية، في التعرف أكثر الى عادات أهل هذا البلد وفهم تفضيلاتهم، مما يقلص هامش علامات الدهشة والتعجب. في هذا التقرير، تضيف "الرجل" المزيد الى ما ذُكر في الكتاب، لجعل زيارتكم أفضل الى هذه الدولة التي تُعدّ الأهم اقتصادياً في اوروبا والتي تستقبل أعداداً متزايدة من رجال الاعمال العرب.
الاختصار:
يعرف اهل دول منطقة البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية، بحبهم فتح أحاديث اجتماعية والتودّد الى الآخرين، فضلاً عن استخدام عبارات فيها الكثير من الدبلوماسية والمجاملة. في المقابل، يشتهر الألمان، بالاختصار، فيكون جوابهم على الاغلب نعم نعم أو لا لا، من دون أي إضافات. وحين يجيبون عن استفسار، فإن الايضاحات تأتي على الأغلب بكلمات معدودة خالية من الاسترسال.
الترويج:
عبارات المبالغة ليست محبّذة في ألمانيا، لذلك ينصح بعدم استخدام تلك الصفات التي على وزن "أفْعُل" التفضيل، لأن استعمالها يجعل صاحبها يبدو غير واقعي او غير صادق. فالألمان على العكس تماماً من الاميركيين، لا يهوَون استخدام كلمات كـ"الأفضل" و"الأروع"، و"الأجمل"... بل يكتفون بـ"ذات نوعية جيدة" او "جيدة جداً". لذلك، حين تريد ابتياع آلة ما، أياً كان نوعها، لا تتوقع أن تسمع من البائع عبارات تبجيل أو إقناع. دوره يقتصر على شرح مزايا القطعة فقط، إن طُلب منه ذلك.
الصدق:
يعرف الألمان بصراحتهم وصدقهم. فهم على عكس جيرانهم الإيطاليين، مثلاً، لا يحاولون جني المال السريع عبر مجاملة السائح او التذاكي عليه. فعلى سبيل المثال، حين تسأل موظفي القطارات عن أسعار تذاكر معيّنة، لا تعجب إن نصحوك بشراء مجموعة معيّنة من التذاكر دون سواها، لأنها توفر عليك إنفاق بعض النقود. كذلك، ليس من الضروري البقاء على يقظة عند القيام بأي عملية شراء، للتأكد من أن موظف الصندوق سيردّ لك المبلغ الصحيح.
المطاعم:
لا تتوقع عند الدخول الى المطعم ان يركض النادل، ليفتح لك الباب، ويستقبلك بابتسامة عريضة، او يحضر لك قائمة الطعام فور جلوسك. عليك ان تنتظر بضع دقائق، لكي يأتي اليك بوجه خال من التعابير أو متجهّم في بعض الأحيان، أما إن أتى مبتسماً، وإن كانت ابتسامته صغيرة، فافرح لأن هذا يوم حظك! لدى وصوله سيسألك ماذا تشرب، لأن الالمان يباشرون شرب السوائل قبل طلب الطعام. فلا تستغرب الأمر، ومتى أردت طلب المياه، فلا تنسَ ان توضح له النوع، وإلا فسيأتي بمياه غازية. كذلك، بالنسبة الى البقشيش، ليس من الضروري احتساب نسبة مئوية معينة من اجمالي الفاتورة. 5 يورو ستكون كافية لفاتورة بقيمة 80 يورو على سبيل المثال. بالنسبة الى الطعام، معروف أن المطبخ الألماني ليس متنوعاً كالفرنسي أو الإيطالي، يرتكز بأغلبيته على اللحوم والبطاطا بكل أنواعها، مشوية ومقلية ومتبلة. فالبطاطا هي ذاك المكوّن الاساسي الذي يكاد يحضر في كل الصحون وعلى كل الموائد. حتى ان محال السوبرماركت تفرد له حيزاً كبيراً بين الخضار.
التبضّع:
كما سبق ان ذكرنا، الالمان لا يهوون استخدام تعابير المبالغة او تلك التي تروّج لمنتجاتهم، على انها الافضل والاجمل والاهم، رغم انهم رواد في الصناعة. لذلك، حين تدخل الى متجر متخصص في بيع الاحذية، لا تُفاجأ إن قال لك البائع "انتبه قد يكون جلد هذا الحذاء طرياً ومريحاً، لكنه ليس جلداً أصلياً". فمن واجبه أن يلفت نظرك الى حقيقة ما تشتري، لأن الغشّ ليس من أدبيات التسويق أو الترويج. أما إن أردت بدل أي منتج اشتريته، فعليك ان تبرز الفاتورة، من دونها لا تتعب ولا تحاول اقناع الموظف او مدير المتجر، حتى وإن كان المنتج نفسه المَنوي رده، لا يزال متوافراً في المحل. الفاتورة، هي تلك الورقة السحرية، فحافظ عليها فمن دونها لا تنفع المناقشات.
الزيارة:
عند الدخول الى منزل ألماني، اسأل مضيفك أولاً إن كان يفضّل ان تنزع حذاءك. فالألمان يهوون انتعال الـ"هاوس شوويه" (Hausschuhe)اي الخفين، لذلك لا يتوانون عن وضع "Einsteckpantoffel" وهي خفّ كبير يشتمل على مجموعة من الأحذية الخاصة بالضيوف عند مدخل المنزل.
الدقة:
إن عقدت موعد عمل او موعد لقاء مع ألماني، السابعة او الثامنة مساءً، فخير لك ان تلتزم الوقت المحدد. فالثامنة لا تعني التاسعة. أما إن قال لك ألماني أستطيع ان ألتقيك بعد ربع ساعة، فهذا يعني 15 دقيقة لا 30 دقيقة. فالمواعيد يمكن احترامها بفضل دقة القطارات، وإن حصل تأخير فلا يتعدى الدقيقتين أو الثلاث. كذلك، إن أردت ترتيب موعد مع ألماني، فعليك ان تدعوه قبل أسبوعين، لأن مواعيد اللحظة الاخيرة ليست مضمونة على الإطلاق.
حبّ البيئة:
لا تُفاجأ إن سألك بائع في متجر للألبسة او الأحذية، إن كنت ترغب في وضع مشترياتك في كيس! نعم، فالألمان يفضلون الاقتصاد في استهلاك الأكياس، قدر الامكان، بما انها مضرّة بيئياً. حتى في محال السوبرماركت، يفضّل ان تشتري الأكياس المعاد تدويرها، بدلاً من الاكياس البلاستيكية. كذلك، إن كنت في مكان عام وقبل ان ترمي اي شيء في النفايات، انتبه أولاً إن كانت سلة المهملات مقسّمة خانات عدة، بهدف فرز النفايات بين أوراق وبقايا بلاستيكية وزجاج وطعام.
حب الطبيعة، يدفع الكثير من الالمان الى استخدام دراجاتهم الهوائية بدلاً من السيارات وحتى القطار. لذلك لا تُفاجأ إن رأيت الالمان يتنقلون تحت المطر على دراجاتهم.
التدخين:
قانون منع التدخين في المطاعم والاماكن المغلقة بوشر تطبيقه قبل اعوام، لذلك ليس من الضروري تذكير السياح بالأمر، لأن المنافض موضوعة اصلاً في الخارج. لكن ما يجب الانتباه اليه هو عدم التدخين في محطات القطار، إلا ضمن الخانة المخصّصة لذلك. لا تحاول تخطي القانون فرجال الأمن حاضرون دوماً بالمرصاد.
المظهر:
يعرف الألمان ببعدهم المطلق عن التباهي، حتى أن الاغنياء منهم يخفون منازلهم وفللهم بأشجار كثيفة وعالية. كذلك، عند التنقل في المدن الألمانية، لا تتوقع رؤية الموضة بصيحاتها الهوجاء تجتاح الشوارع والأرصفة. فالناس هنا، لا يأبهون لما يدور على المنصّات العالمية، لكل منهم ذوقه وأسلوبه الذي قد ينتمي الى حقبة غابرة. ومن ركّز على الأناقة، فلا بدّ انها ستكون اناقة كلاسيكية ذات ألوان رصينة. كذلك ومهما تدنّت درجات الحرارة، لا تتوقع ان ترى الكنزات السميكة تجتاح كل الاجسام، لأن الالمان يهوون ارتداء عدد لا يحصى من الطبقات القطنية التي ينزعونها الواحدة تلو الاخرى، كلما شعروا بمزيد من الدفء.